السؤال
س: لو قلت لصديقة إنني لو كنت أدري أنك أنت التي كنت في السيارة لزمرت لك ( صوت السيارة يستخدم للتنبيه ) وفي الحقيقة أنني أدري بأنها سيارتها ولكني غير متأكدة أنها هي التي تسوق فقد قلت في نفسي قد يكون أخاها فهل عندما قلت لو كنت أدري أنك أنت التي كنت في السيارة لزمرت لك يعتبر كذبا والحقيقة أنني لا أريد أن تعرف ؟ وماذا عليَّ أن أفعل في كلا الحالتين (إن كان كذبا أو إن لم يكن ) ؟جزاكم الله خيرا .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن إلقاء التحية وإفشاء السلام من سنن الإسلام العظيمة التي رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : أيها الناس أطعموا الطعام وأفشوا السلام . الحديث رواه الترمذي ، وفي صحيح مسلم : لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم . وتزمير السيارة والإشارة باليد مع إلقاء التحية يعتبر من إفشاء السلام لما رواه البخاري في الأدب المفرد عن أسماء بنت يزيد قالت : ألوى النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى النساء بالسلام . قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : والمعنى أشار بيده مع التسليم فجمع بين اللفظ والإشارة .
ولذلك فإنك لو كنت تعلمين أن صديقتك هي التي في السيارة فأشرت لها بأي وسيلة مع إلقاء السلام عليها فقد أفشيت السلام وفعلت السنة ، وما دمت لا تعلمين أنها هي التي في السيارة أو غيرها من أقاربها وقلت لها أن الذي منعك من تحيتها خشية أن يكون أخوها في السيارة فليس في هذا كذب ، أما إذا كنت تعلمين أنها موجودة في السيارة وقلت ذلك تبريرا لعدم السلام عليها فهذا كذب وعليك أن تتوبي إلى الله تعالى وتستغفريه فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، ونرجو أن تطلعي على الفتوى رقم : 1126 .
والله أعلم .