السؤال
سؤالي يتعلق بتركة والدتي المتوفاة رحمها الله. كانت والدتي في حياتها قد تعرضت لسرقة مجوهراتها, ومن حبي الشديد لأمي وخوفا عليها من الصدمة قمت بشراء مجوهرات لها من مدخراتي تعويضا عما فقدت ، هل يحق لي المطالبة بهذه المجوهرات وعدم إدخالها في التركة, خاصة أنني رب عائلة وفي أمس الحاجة لشراء منزل ؟ بارك الله فيكم وجزاكم عنا كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما قمت به من شراء مجوهرات لأمك حفاظا على سلامتها فإنه فعل حميد تشكر عليه وتؤجر إن شاء الله تعالى ، فإن كان ذلك على سبيل الهبة والتبرع وتمت حيازته بالفعل من طرفها فإنه لا يحق لك بعد ذلك الرجوع فيه أو المطالبة به بعد موتها لأنه أصبح تركة ومن جملة ما تركت والدتك فيقسم مع عموم التركة على جميع الورثة حسبما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذه هبة تامة مستوفية الشروط كما يبدو من السؤال ، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم : 21316.
وأما إن كان ذلك على سبيل العارية حفاظا على سلامتها من حدوث مكروه وقامت البينة الشرعية على ذلك فإن العارية مردودة إلى صاحبها, ولك أن تطالب باسترجاع ما كان إعارة من مالك لوالدتك أو لغيرها .
وفي غير هذه الحالة لا يحق لك استرجاعه إلا إذا تنازل لك الورثة عن حقهم فيه بطيب أنفسهم وكانوا رشداء بالغين .
والله أعلم .