السؤال
أرجوك أن تساعدني بسرعة، أرجوك أنا صاحبة الفتوى رقم 2112569، أرجو أن تساعدوني، ماذا أفعل مع الشاب الذي يريد أن يتزوجني علما بأنني أعاني من صراحة مفرطة، بحيث إنني حتى إن أخفيت أنني وقعت في تلك المعصية الكبيرة في البداية فأنا جدا متيقنة أني سوف أصاب بالانهيار، فأنا أعجز تماما أن أخفي أمرا كهذا.
إذا أرجوكم أخبروني أهو من المحرمات أن أهتك سترا سترني به الله؟ إضافة إلى أنني بعد الاستخارة ب4 أيام رأيت ذلك الشاب يأخذ بيدي من هوة عميقة و يصعدني إلى مكان مضيء جدا، وقد كان حريصا على أن لا يمسك بيدي، فقد أصعدني عن طريق قميصه. أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها، قال تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان: 70].
والتوبة النصوح هي التي استوفت شروطها، وشروطها: هي الندم على الفعل، والعزم الجازم ألا يعاد إليه أبدا فيما بقي من العمر، والإقلاع عن الذنب وتركه نهائيا إن كانت له صلة به في الحال.
ولا يجوز للمسلم أن يخبر بذنبه الذي ارتكبه سواء كان يريد الزواج أو لا يريده. فمن فعل ذلك فقد ارتكب ذنبا آخر، وهتك ستر الله تعالى الذي ستره به.
قال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه مالك في الموطأ.
وعليه، فالتزمي بما كنا قد أفتيناك به من قبل، ولا تخبري بما كنت قد ارتكبته من الذنوب.
ثم إن من استخار الله في أمر من الأمور، فعليه أن يمضي فيما انشرح له صدره، فسيكون خيرا له إن شاء الله. ولا عبرة بما يُرى بعد الاستخارة من رؤى وأحلام.
والله أعلم.