السؤال
أخي في الله، تقدم شخص متدين لخطبة أختي غير أني احترت بين القبول والرفض وسبب حيرتي مأتاه أن ذلك الشخص عرف عنه في حين بأنه لا يعمل بالأحاديث القولية والفعلية للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقول دائماً أنه يؤمن برسول الله، لكن لا يعمل بسنته معتقداً بأن القرآن الكريم لم يفرط في صغيرة أو كبيرة إلا وتطرق لها ليس من الضروري الالتجاء إلى الأحاديث النبوية التي تحوم حولها الشكوك فيما يتعلق بمصداقيتها، فهل يجوز لي إخبار أختي المتدينة بالأمر، وهل يحتم علي الشرع رفض هذا الشخص؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الرجل يرد السنة جملة وتفصيلاً فهو كافر قال الله جل جلاله: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا {النساء:65}، وسبق توضيح ذلك في الفتوى رقم: 25570.
ومن ادعى أنه يعمل بالقرآن فقط ولا يعمل بالسنة فهو مناقض لنفسه لأنه كذب آيات القرآن التي فيها الأمر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، والأمر بأخذ ما جاء به. ومن ادعى أنه لا يأخذ إلا بالقرآن فهو لا يمكن أن يعرف الصلاة ولا الزكاة ولا الحج، لأن تحديد الصلوات بخمس، وأعداد الركعات، وأن الفجر ركعتان, والعصر أربع، وأن نصاب الذهب كذا, ونصاب الفضة كذا، وأن أركان الحج كذا... إلخ، كل هذا في السنة، فرد السنة رد للدين وكفر بالله العظيم، وهو كافر بالقرآن وإن ادعى أنه مؤمن به، ولذا فعلى من يقول ذلك أن يتقى الله تعالى، فإن كان جاهلاً فليتعلم.
ومن كان هذا حاله من رد السنة فلا يجوز تزويجه، ويجب عليك أن تخبر أختك بحال هذا الرجل، وإن كنت أنت وليها وجب عليك أن تحول دون هذا الزواج، وأما من رد حديثاً ثابتاً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لشبهة قامت عنده أو تأويلٍ ونحو ذلك فليس بكافر، وينصح ويبين له وجه الحق، ولا مانع من تزويجه.
والله أعلم.