السؤال
انتحر أخي و مات و له 20 سنة, و قد حاول قبل هذه المرة لكن لحقناه و أسعفناه.لكنني كغيري لم نهتم كثيرا لمحاولته الأولى و لم أفسر له خطورة المسألة و لم أحاول حتى التحدث إليه,لأني أعيش بعيدا عن العائلة,كما أنه لم يكن يوما واضحا مع أحد.كان يعيش دائما حالات نفسية غير طبيعية(كطريقته في الكلام كان دائما متصنعا كما يخلق المشاكل في البيت كما لو كان متعمدا...), لذلك كان مكروها من الكل حتى أني كنت و للأسف أتحاشاه.سؤالي هل المرض النفسي يعد من الجنون؟هل أحمل نفسي المسؤولية لقساوتي معه كبقية أفراد العائلة (فإني كثيرا ما كنت أخبرته أني لا أحبه لأفعاله التي تنفرنا منه )وخاصة أمي التي كانت قساوتها معه فقط لأنها تريد تأديبه؟و ماذا علي فعله؟جزاكم الله خيرا .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لأخيك، ولا شك أن القدوم على الانتحار كبيرة عظيمة، فقد قال تعالى : وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا { النساء :29 ـــ 30 } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا . رواه البخاري ومسلم .
وإذا كان أخوك مصابا بمرض نفسي يجعله غير مدرك لتصرفاته أو غير قادر على التحكم فيها فإنه من الذين رفع عنهم القلم وبالتالي فلا إثم عليه ، وكان عليكم جميعا أن تعالجوا أمره بهدوء وعلاج نفسي عند أهل الاختصاص، ولكن قدر الله وما شاء فعل .
وما دام قصدكم بالقسوة عليه هو تأديبه ورده عن أفعاله الخاطئة فنرجو أن لا يكون عليكم إثم في ذلك . والذي ننصحكم به بعد تقوى الله تعالى هو كثرة الدعاء له والصدقة عنه وأن تكثروا من النوافل وأعمال الخير بعد المحافظة على الفرائض، ونرجو أن تطلعي على الفتوى رقم : 23031 ، وما أحيل عليه فيها .
والله أعلم .