السؤال
إذا قام أحد من أهل الكتاب أو آخر ملحد بإلقاء السلام وبهذه الكيفية " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " فسيكون الرد عليه بعليكم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني قد سمعت أن أحد الدعاة يقول يمكن أن ترد عليه في هذه الحالة فقط بـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فأرجو التفصيل في ذلك ومدي ببحث مفصل عن هذه الحالة وبارك الله في عملكم وكان الله في عونكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي عليه جمهور أهل العلم أن الكافر إذا سلم على المسلم فإنه يرد عليه قائلا: " وعليكم" بدليل ما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم . متفق عليه وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : ودل على التفرقة في الرد على المسلم والكافر, قال ابن بطال: قال قوم: رد السلام على أهل الذمة فرض لعموم الآية, وثبت عن ابن عباس أنه قال: من سلم عليك فرد عليه وإن كان مجوسيا, وبه قال الشعبي وقتادة, ومنع من ذلك مالك والجمهور, وقال عطاء: الآية مخصوصة بالمسلمين فلا يرد السلام على الكافر مطلقا, فإن أراد منع الرد بالسلام وإلا فأحاديث الباب ترد عليه . انتهى
ومن أهل العلم من قال: إذا تحقق المسلم أن الكافر قال: السلام عليكم فيرد عليه بقوله وعليك السلام لأن هذا من باب العدل والإحسان، وقد قال تعالى : وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا { النساء :86 } وراجع الفتوى رقم : 49281 والفتوى رقم : 60304 .
والله أعلم .