السؤال
هل يجوز لي الزواج من امرأة أجنبية من أجل السفر إلى الخارج ؟ وهل يجوز تأخير إعلان إتمام الزواج إلى أن أذهب إلى هناك؟ علما بأن هذه المرأه تعرفت عليها من خلال الأنترنت وقد اعتنقت الإسلام وهي تريد أن تأتي إلى بلدي لنسافر إلى بلدها(أمريكا), و بلدها لا تسمح لي بالسفر إلا من خلال عمل أو يكون لي زوجة أو قريب من الدرجة الأولى, و ظروفها لا تسمح بالاستقرار في بلدي , وأنا حتى الآن متردد في مسالة الارتباط بها بالرغم من حبها و إقبالها على دين الإسلام وهي تقول لي أنها تريد أن تتزوج من مسلم و أنا أخاف إن رفضت أكون سببا في ضلالها .أفيدوني أفادكم الله
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيشترط لصحة الزواج شروط من أهمها وجود الولي والشهود، فإذا توفرت هذه الشروط كان الزواج صحيحا، سواء قصد به السفر إلى الخارج أو غير ذلك، وراجع الفتوى رقم:1766 ، وأما إعلان النكاح فليس بشرط لصحته بل هو مستحب وهذا من حيث العموم، والذي يظهر لنا من واقع ما ذكرت أن هذا الزواج لا يخلو من مخاطر فالأولى عدم الإقدام عليه، ومن هذه المخاطر:
أولا : أن الغالب في الزواج الذي يتم بسبب التعارف عن طريق الأنترنت أن يكون مصيره الفشل بسبب ما قد يحدث فيه من خداع أحد الطرفين للآخر وعدم معرفة كل منهما بحقيقة شخصية الآخر الخَلْقية أو الخُلُقيه ،
ثانيا : أنه يصعب الجزم بأن هذه المرأة قد أسلمت حقيقة أو أنها صادقة في إسلامها .
ثالثا : أن الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز إلا لضرورة أو حاجة معتبرة شرعا لورود النهي عن ذلك شرعا، ولما في ذلك من أسباب الفتنة وخاصة في هذا الزمان. وتراجع الفتوى رقم:2007 ، ومجرد البحث عن عمل ليس بمسوغ شرعا للإقامة هنالك، خاصة وأن في بلا د المسلمين من الخيرات وفرص العمل ما يغني عن السفر إلى تلك البلاد.
رابعا: أن سفرها إلى بلدك قد يكون من غير وجود محرم وهذا منهي عنه شرعا، وراجع الفتوى رقم:6219 فلهذه الاعتبارات وغيرها نرى أن تعرض عن أمر هذا الزواج، واطلب السلامة لنفسك أولا ، وأما زواجها هي فليس مرهونا بزواجها منك، ومن الممكن أن توجه إلى بعض المراكز الإسلامية أو أن يسلط عليها بعض الإخوة القائمين على هذه المراكز ليعينوها في أمر زواجها وتعريفها بالإسلام وغير ذلك .
والله أعلم.