السؤال
أما بعد,
أنا تلميذ في إحدى المدارس في فرنسا, و عندما بحثت عن أوقات الصلاة في الشبكة العنكبوتية وجدت أن صلاة العشاء وقتها منتصف الليل وخمس دقائق تقريبا, و في المسجد المتواجد في المدينة تصلى صلاة العشاء على الساعة الحادية عشر و النصف, مع العلم أن عنده مذكرة فيها كل أوقات الصلاة في فرنسا بحيث أن وقت صلاة العشاء فيها هو 11 و 50 دقيقة. و عندما أخبرت الإمام أن الصلاة تؤديها قبل وقتها قال لي إن وقت الصلاة يدخل قبل الوقت المشار إليه في المذكرة فسألته على دليل كلامه استدل بأن الوقت بين صلاة المغرب والعشاء هو ساعة ونصف. غير أني لم أقتنع بكلامه وكذلك لم أستطع إقناعه برأيي.
فماذا أفعل? مع العلم أني منذ علمي بهذا الاختلاف في وقت صلاة هذا الإمام ووقت الشبكة, أصبحت أصلي في المنزل و ذلك احتياطا وحرصا على الوقت.?
فهل أحافظ على وقت العشاء أم على الجماعة?
و جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأوقات الصلاة تعرف بالعلامات الكونية التي جعلها الشرع دليلا على دخول وقت كل صلاة من الصلوات المفروضة.
وبالنسبة لصلاة العشاء فوقتها المختار يبدأ من مغيب حمرة الشفق كما تقدم في الفتوى رقم: 64203.
والفترة الزمنية بين المغرب والعشاء تختلف باختلاف الأزمنة فقد تكون ساعة وربعا أو ساعة ونصفا أو أقل كما سبق في الفتوى رقم: 9020.
وبناء عليه فإذا كانت جماعة المسجد تصلى العشاء بعد دخول وقتها الشرعي الذي هو مغيب حمرة الشفق فاحرص على أداء الصلاة معهم في المسجد جماعة لما في ذلك من الثواب الجزيل.
مع التنبيه إلى أن صلاة الجماعة في المسجد واجبة على الصحيح من أقوال أهل العلم في حق الرجل المستطيع الذي يسمع النداء كما سبق في الفتوى رقم: 5153.
وإن كان إمام المسجد عدلا عارفا بأوقات الصلاة فيجوز لك تقليده في دخول الوقت وتصلى مع الجماعة. وراجع الفتوى رقم: 35952.
وإن تحققت من كون جماعة المسجد يصلون قبل دخول الوقت الشرعي لصلاة العشاء, فلا يجزئك أن تصلي, بل صل الصلاة في وقتها ولو في بيتك منفرد ا أو مع أحد في المنزل إن وجد؛ فثواب صلاة الجماعة يحصل باثنين فأكثر. وراجع الفتوى رقم: 33509.
والله أعلم.