السؤال
أشتغل في طلاء المنازل واشتغلت بملابس نجسة وقد جفت تلك النجاسة وهي قليلة وقد مرت مدة طويلة وأنا أشتغل بها وتتمثل تلك الملابس في سروال PENTALON ونعل (نسميه بالعامية في تونس شلاكه) فهل تنتقل إلي تلك النجاسة حين أرتديها علما أنه في بعض الأحيان تتبلل قدمي أثناء العمل عندما أعود من العمل أدوس بقدمي وهي جافة على البساط أو أنام على الفراش فهل تنتقل إليها تلك النجاسة ثم أغتسل وأزيل الطلاء لكن يبقى البعض منه وهو قليل على قدمي وبالتالي فإن تلك الأماكن لا يصلها الماء ثم أذهب إلى المسجد وأتوضأ هناك وأدخل وقدمي مبللتان فهل تنتقل إلى المسجد على فرض أن تلك الأماكن التي بقى عليها الطلاء لم تطهر وفي حال انتقلت إلى المسجد ماذا أفعل . أثناء قيام والدتي بمسح أرضية المنزل لمست ذلك النعل ويداها مبللتان ثم واصلت المسح فهل تنتقل النجاسة إلى الأرضية ومرت حوالي ثلاثة أيام على ذلك وفي بعض الأحيان يكون النعل مبللا ويمس أرضية المنزل وأنا خائف أني إذا دست على أرضية المنزل تتنجس قدمي وملابسي خاصة أن والدي يصليان وليس ليس لهما علم بذلك. وهل تنتقل تلك النجاسة إلى البساط الموضوع على الأرضية ، أمارس العادة السرية وأنام ويدي فيها بعض المني فهل تنتقل تلك النجاسة إلى البساط على أني ربما لمسته أثناء النوم وعندما أستيقظ ألمس بعض الأشياء ويداي قد جف عليها المني فهل ينتقل إليها المني ، ذات مرة لمست جهاز التحكم في اللاقط الرقمي ويداي فيها نجاسة(مني) ولم أطهره وقد جف فهل أني عندما أمسكه من بعد تنتقل تلك النجاسة إلى أفراد عائلتي وهل يتنجس البساط عندما أضع الجهاز عليه ثياب من نوع slip تنجست وأمي أخذتهم ووضعتهم مع بقية الملابس ومر على ذلك وقت طويل أنا خائف جدا ولا أدري ما أفعل ومحبط وخائف أن تكون النجاسة قد انتقلت إلى أفراد عائلتي وأماكن أخرى في المنزل خاصة أن أمي وأبي يصليان عندما يتنجس ثوب كم يجب غسله من مرة حتى يطهر ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه كان ينبغي للسائل الكريم أن يبين لنا ما هي النجاسة التي أصابت ملابسه ونعله حتى نحكم عليهما بالنجاسة فعلا أم لا؟ وهل أصيب باطن النعل بالنجاسة أو ظاهرها، لكن على افتراض أن هناك نجاسة فإنها ما دامت يابسة والجسد يابس فلا تنتقل إليك نجاستها؛ لأن الطاهر الجاف إذا لاقى نجاسة جافة فإنه لا يتنجس، وهذه مسألة متفق عليها بين العلماء. أما إذا ابتلت مواضع النجاسة من الثوب فوق الجسد أو ابتلت النعل والرجل بداخلها وكانت النجاسة قد أصابت باطن النعل فهنا ينظر في حال النجاسة، فإن كانت لها عين مثل الدم أو العذرة وتحلل منها شيء إلى الجسد فيلزمك تطهير ما أصيب من جسدك إذا أردت الصلاة، فإن لم تكن للنجاسة عين مثل البول أو كانت لها عين وزالت وبقي حكمها ثم تبلل مكانها وأصابت بعض الجسد فلا ينتقل حكم النجاسة.
وعليه، فلا يجب على الأخ السائل تطهير المواضع المصابة ببلل المكان المتنجس لأن عين النجاسة غير موجودة وحكمها لا ينتقل وهذا القول عليه الأكثر من المالكية كما ذكر الحطاب ، وعليه فلا يتنجس شيء مما ذكر ولا تنتقل إليه النجاسة، سواء في ذلك السروال والنعل وما تطؤه الرجلان في حالة جفافهما أم لا، وكذا ملامسة يد أم السائل للنعل حال مسحها أرضية المنزل وملامسة النعل أرضية المنزل ونحو ذلك فلا يتنجس شيء من ذلك ولا تنتقل إليه النجاسة؛ إلا إذا بقيت عين النجاسة وعلم إصابة الشيء بها فتجب إزالتها حينئذ والتطهر منها.
وعلى الأخ السائل أن يهون على نفسه ويعلم أن الأصل في الأشياء الطهارة حتى يتحقق عدمها، مع التنبيه على أنه لا بد من إزالة ما على الرجلين من الطلاء في الوضوء وإلا لم يصح الوضوء ولا الصلاة .
كما يجب عليه أن يتقي الله تعالى ويقلع عن هذه العادة المحرمة وليطالع الفتوى رقم : 21512 , والفتوى رقم : 23935 ، لبيان حكم العادة السرية وأضرارها ، أما المني فالمفتى به عندنا أنه طاهر إلا أنه تستحب إزالته ، وانظر الفتوى رقم : 63403 .
أما خلط الملابس المتنجسة بالطاهرة فإنه يوجب غسل الجميع إذا لم تعلم الثياب المتنجسة، فإذا علمت غسلت وحدها، ولا تتنجس الملابس الطاهرة بملامسة الثياب المتنجسة في حالة جفاف الجميع ، وليس هناك عدد معين لغسل الثوب، بل المطلوب هو تيقن إزالة النجاسة بالماء المطلق. فإن كانت النجاسة مما لا يدرك بالحس كفى في تطهيرها جريان الماء عليها مرة واحدة، وإن كانت تدرك وجب غسلها حتى تزول .
والله أعلم .