السؤال
كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الناس؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ورد في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، وكان يسوي بين النظر والاستماع إلى محدثيه.
ففي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لعلي بن أبي بكر الهيثمي: عن الحسن بن علي قال سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي وكان وصافا عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به، فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، وأطول من المربوع وأقصر من المشذب رجل الشعر... إلى أن قال: خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه يبدر من لقي بالسلام...
قلت كيف كانت سيرته في جلسائه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فاحش ولا عياب ولا مزاح يتغافل عما لا يشتهي ولا يخيب فئة قد ترك نفسه من ثلاث المراء والإكثار ومما لا يعنيه، وترك نفسه من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أولهم يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الهفوة في منطقه ومسألته حتى إذا كان أصحابه ليستجلبوهم ويقول إذا رأيتم طالب الحجة فأرشدوه ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام، قال قلت كيف كان سكوته قال كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربع على الحلم والحذر والتقدير والتفكر، فأما تقديره ففي تسويته النظر واستماع بين الناس، وأما تذكره أو قال تفكره ففيما يبقى ويفنى وجمع له الحلم في الصبر فكان لا يرضيه ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربع أخذه بالحسنى ليقتدوا به وتركه القبيح لينتهوا عنه وإجهاده الرأي فيما يصلح أمته والقيام فيما يجمع لهم الدنيا والآخرة. اهـ
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني