السؤال
أود أن أنبه بارك الله فيكم على جملة قرأتها في موقعكم المبارك في الهامش وهي "إلا رسول الله" وهذه الجملة تعني أننا لا نتحرك ولا ننكر إلا إذا سب رسول الله صلى الله عليه وسلم, بل ننتفض ونقيم الدنيا ونقعدها حتى إذا سب أبو بكر وعمر وسائر الصحابة وكل ما يمس عقيدتنا ومقدساتنا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للمسلمين أن يرضوا بالاستهانة بشيء من مقدسات الإسلام، بل عليهم أن يدافعوا عن دينهم من أي اعتداء كان، ولكن هذه المقدسات ليست في رتبة واحدة، فسب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومثله الاستهانة بكل ما يمس العقيدة، كفر بلا خلاف بين أهل العلم، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ. {التوبة :65-66}. وفي سب الرسول طعن في الدين وصد عنه وتنفير لضعاف العقول منه إلى غير ذلك من المفاسد العظام المترتبة على هذا المنكر، فلا غرابة -إذاً- في أن يتحرك المسلمون وينتفضوا ويقيموا الدنيا ولا يقعدوها إذا سُب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما سب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا خلاف بين أهل العلم في أنه حرام، ولكنه ليس بكفر عند جمهور أهل العلم.
فقد جاء في الموسوعة الفقهية: لا خلاف بين العلماء في أنه يحرم سب الصحابة رضوان الله عليهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. فذهب جمهور العلماء إلى أنه فاسق, ومنهم من يكفره.
فبان من هذا أنه لا مقارنة بين سب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبين سب صحابته. مع أننا متفقون على أن سب أي من الجهتين مرفوض، ولا يجوز للمسلمين أن يسكتوا عليه. والعبارة المذكورة لا تعني بحال من الأحوال التساهل في النيل من شعائر الله تعالى ومقدسات المسلمين، وإنما تدل على عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم عند المسلمين، فنحن نفديه بآبائنا وأمهاتنا وأرواحنا.
والله أعلم.