الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يتحمل المرء وزر غيره

السؤال

اشتريت جهاز استقبال فضائي "دش" قبل زواجي حيث كنت أعيش في بيت في حيز بيت والدي الذي رفض وجود الدش، فقمت بعد 3 أيام من تركيبه بنزعه إرضاء لوالدي. ثم ذهبت لأخي وقلت له أريد أن أركب الدش في بيتك وعند الحاجة إليه تعيده لي.وبعد 4 سنوات طلبت من أخي الدش فرفض رفضا قاطعاً، فقلت له أنا لا أتحمل الذنب. فقال: لا، أنا سأتفرج والذنب ذنبك، أنت من دعاني إلى هذه الضلالة. أنا بصراحة لا أستطيع أخذه منه بالقوة وخائف من الذنب، فماذا أفعل ؟
جزاكم الله خيراً .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن والدك كان مصيبا في منع دخول الجهاز لبيته، وأنك أخطأت في تركيبه في بيت أخيك إذا كنت تعلم أنه سيستخدمه في الحرام فقد قال الله تعالى : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2 } وكان عليك أن تتخلص منه ، وقد سبق بيان حكم مشاهدة القنوات الفاسدة والأفلام الخليعة ونرجو أن تطلع على ذلك في الفتوى رقم: 14366 ، وعلى ما أحيل عليه فيها .

وأما كونك تتحمل وزره بعد ما أردت إزالة الجهاز من بيته ورفضه لذلك فإنه غير صحيح ما دمت صادقا في إزالته لمنع المنكر فإن الله تعالى يقول : وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام: 164 } والذي ننصحك به هو المبادرة إلى التوبة النصوح إلى الله عز وجل، وأن تحاول إزالة الجهاز من بيت أخيك بكل ما تستطيع، فإذا لم تستطع فإن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ، ولتعلم أن من شروط صحة التوبة وقبولها الإقلاع عن الذنب وإزالة آثاره إن أمكن ذلك ، وانظر الفتوى رقم : 5450 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني