السؤال
سمعت ما يقال عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قد عين من قبل مماليك مصر قاضيا في الشام وأنه كان كما يقال "مفتي دولة"وأن لقبه شيخ الإسلام ما كان إلا موازيا للقب شيخ الإسلام في مصر في تلك الفترة. وأنه ما كان يسكن إلا القصور وما شابه من زينة الحياة الدنيا.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما سمعه الأخ السائل عن شيخ الإسلام ابن تيمية من أنه عين قاضيا في الشام من قبل المماليك، وأنه كان يسكن القصور وغيره كله هذا من الكذب البين الذي لا يخفى على من له أدنى اطلاع على سيرة هذا الإمام.
فشيخ الإسلام لم يتول القضاء مطلقا لا في الشام ولا في غيرها ولم يسكن القصور، قط بل سجن في مصر في القاهرة ثم نقل إلى الإسكندرية وسجن في دمشق في القلعة مرارا حتى مات وهو في السجن فأين ذلك الكذب من أنه سكن القصور وحتى خصوم شيخ الإسلام شهدوا له بالزهد في الدنيا والورع والعلم والشجاعة وقول الحق وأنه لا تأخذه في الله لومة لائم حتى أنه لما قدم إلى القاهرة سنة (700) حض أهل المملكة على الجهاد وأغلظ للسلطان والأمراء القول ورتبوا له كل يوم دينارا وطعاما فلم يقبل ذلك.
وإننا ننصح الأخ السائل بأن لا يكون إمعة يقبل كل ما يقال له بل عليه أن يرجع إلى كتب التراجم التي ترجمت لشيخ الإسلام ابن تيمية كالذهبي في تاريخ الإسلام والشوكاني في البدر الطالع والحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة وغيرها حتى يقف على ما كان عليه شيخ الإسلام بن تيمية من أهل العلم والعمل والدعوة والجهاد وقول الحق
وانظر الفتوى رقم: 45282.
والله أعلم.