السؤال
معنى قوله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم، وهل تعني كلمة السوء هنا الذنب أم ماذا ؟
وجزاكم الله خيرا عنا .
معنى قوله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم، وهل تعني كلمة السوء هنا الذنب أم ماذا ؟
وجزاكم الله خيرا عنا .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الآية الكريمة نزلت ترخيصا للمظلوم أن يجهر بالشكوى من الظالم كما قال أهل التفسير، ومعناها: أن الله تعالى لا يحب الجهر بالسوء من القول ولا غير الجهر به من أحد، ولكن الجهر به أفحش وأقبح؛ إلا إذا كان ذلك من المظلوم فله أن يذكر ما ظلم به، ولا حرج عليه أن يدعو على الظالم أو يسبه أو يشتمه مقابل ظلمه وعلى حسبه، والأفضل له أن يعفو عن من ظلمه كما في سياق الآية وكما جاء في آيات أخرى وأحاديث كثيرة.
وقد جاء معنى هذه الآية أو ما يشبهه في آيات كثيرة منها قوله الله تبارك وتعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ {البقرة: 194 } وقوله تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ {الشورى: 40 ـ 41 } وقوله تعالى: وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا {الشعراء: 227 } والسوء في الأصل يطلق على كل ما يكره ويستقبح من القول والفعل وهو ضد السرور، قال الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن : والسوء كل ما يغم الإنسان من الأمور الدنيوية والأخروية ومن الأحوال البدنية والخارجية . وقد جاءت هذه المعاني في سياق آيات قرآنية ذكرها الراغب في مفرداته .
وأما معناها هنا فهو ما يستقبح من القول كالسب والشتم واللعن، وهذه ذنوب يكرهها الله تعالى؛ إلا إذا صدرت من المظلوم . وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتويين : 2789 ، 2968 .
والله أعلم .
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني