السؤال
أنا وإخوتي نعاني من مشكلة كبيرة مع أمي التي والعياذ بالله تؤمن بالسحر وتتعامل مع سحرة ومشعوذين لتيسر أمورنا (كالخطبة والنجاح) والعياذ بالله، وهي على هذا الحال منذ 20سنة تقريبا، وقد اكتشفنا الموضوع أنا وإخوتي منذ فترة قريبة وعملنا كثيرا على نصحها وإبعادها عن ذلك الحرام ولكنها أصرت على ذلك وأنها مستعدة أن تدخل النار من أجلنا والعياذ بالله, وعاودت ذهابها إلى هذا المشعوذ الذي تأخذها إليه جدتي وخالتي كما أن أمي شديدة التأثر بأختها وأمها وتعتبرهن قدوة لها . أما أبي الذي حاولنا أن ننبهه إلى هذا الموضوع ولكنه على ما يبدو لا يبدي اهتماما لذلك. وقد أوشك أن يصيبنا اليأس حيال ذلك لأن أخي الكبير خاصة لم يترك وسيلة ليهدي أمي إلا ولجأ إليها من أشرطة وبرامج دينية بالكلام المقنع، علما بأننا أصبحنا في بعض الأحيان نخاف أن نأكل من الطعام أوالشراب الذي تقوم بتحضيره هي، عذرا على الإطالة وأرجو النصح والمساعدة ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ارتكبت أمكم شططاً وإثماً كبيراً بما ذكرته عنها من التعامل مع السحرة والمشعوذين، فالسحر إحدى الموبقات السبع، روى الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله, وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.... الحديث.
وفي سنن البيهقي ومسند أبي يعلى عن عبد الله بن مسعود قال: من أتى ساحراً أو كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً.
ومع عظم ما ترتكبه أمكم فقد أمر الله بمصاحبة الوالدين بالمعروف ولو كانا يأمران ولدهما بالشرك، قال الله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}، فالواجب البر بها، ومن البر إخلاص النصح لها، وتنبيهها إلى خطورة ما ترتكبه من الإثم الشنيع، والدعاء لها أوقات الإجابة، وأن لا تيأسوا منها فإن الهداية بيد الله، ولا بأس بتجنب ما تقدمه لكم من الطعام والشراب إذا خشيتم أن يكون فيه سحر.
والله أعلم.