الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات عمليه لعدم الوقوع في الرذيلة ثانية

السؤال

الرجاء الرد على مشكلتي حيث إني حافظ للقراءن وملتزم ولعب على الشيطان ذات مرة ووقعت بفتاة وليس هذه المشكلة فحسب بل المشكلة الأكبر من ذلك أني لم أحس بجرم الذنب ونفسي تراودني بالفتاة لولا أنها بعيدة عني أرجو مساعدتي بخطوات عملية لا وعظية حيث إني اعرف أنه جرم كبير ولا بد من التوبة ولكن أريد خطوات عملية تجعلني أندم على ما فات وأحس بالذنب ولا أعود رغم أنني متزوج ولست مرتاحا كثيراً مع زوجتي من حيث الجنس.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي السائل أن ما وقعت فيه من الزنا ذنب عظيم وجرم كبير، ويزداد الأمر قبحا وشناعة أنه صدر من متزوج، والأقبح والأشنع أنه صدر من حافظ لكتاب الله تعالى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ألا تخشى أن يكون لك شبه بمن قال الله فيه: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ {الأعراف: 175-176}

ألا وَقَرْتَ كتاب الله تعالى الذي تحفظه بين جنبيك وأنت تتقلب في حضن تلك البغية؟ ماذا نقول لك وأنت تحفظ قول الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء:32} ألم تستحضر قول الله تعالى: ِ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا {الفرقان:68-69} فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ولكن اعلم أن باب التوبة مفتوح مادامت روحك في بدنك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.. والتوبة معروضة بعد. رواه البخاري ومسلم وقبل ذلك قول الله تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان:70} فبادر إلى التوبة والندم قبل فوات الاوان، وأعظم ما يشعرك بخطورة ما أقدمت عليه ويحملك على الندم قراءة كتاب الله تعالى بتدبر فاقرأ القرآن الذي تحفظه وتدبر ما فيه من آيات الوعيد التي قال الله فيها: [إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ {ق:37} فإن لم تتعظ ولم تندم فابك على نفسك، واعلم أنك على خطر عظيم.

وأما قولك " لا وعظية" فاعلم أن غياب واعظ الله في قبلك هو الذي أوقعك فيما وقعت فيه، فلا تستهن بالوعظ وقد قال الله لنبيه: وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً {النساء: 63} أي انصحهم فيما بينك وبينهم بكلام بليغ رادع لهم، فاتق الله أخي السائل في نفسك وفيما أودعه الله تعالى في قلبك من كتابه وعظمه حق تعظيمه.

ثم إن علمت من نفسك أن زوجتك لا تكفيك في إشباع رغبتك فقد أباح الله لك نكاح أكثر من واحدة إلى الأربع، وجعل الله أيضا الصيام لجاما لثورة الشهوة، والرفقة الصالحة خير معين لك على تقوى الله، ودعاء الله تعالى والالتجاء إليه أعظم معين لك، فكل هذه خطوات عملية تمكنك من البعد عن الوقوع في تلك الرذيلة ثانية، وانظر الفتوى رقم:37359، والفتوى رقم: 70674.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني