السؤال
تحصل لي وساوس قريب لدرجة الشتائم (عفوا) بحق الله تصل لدرجة أني أقولها وأكون مقتنعة بها، ولكن سرعان ما أقول ماذا كنت أقول وأستغفر ويصحبني توتر في صلاتي زائد عما قلت من وساوس فكنت أصلي في عملي، ولكن الآن صرت أشعر بالتوتر سوف يزداد فلا أصلي إلا عند البيت، فهل هذا يجوز في حالتي فإنني متعذبة من الوسواس خاصة أنه يراودني في صلاتي وأحس أن ما أقوله أو يراود فكري من شتائم (عفوا) هو بحق الله ما يجعلني أعتقد أني ارتكب ذنبأ فأوقف صلاتي وأعيدها مما يوترني ولا أرتاح في صلاتي ماذا أفعل، أرجوكم فهل أوقف صلاتي أم أكملها، مع العلم أحيانا أحس أني أقول هذه الشتائم من القلب وأكون مقتنعة بها، ولكن في الحقيقه طبعا لا أكون مقتنعة بها أي اقتناع وأستغفر الله فيما أقول من شتائم أو أفكار تأتي في بالي بحق الله وأكون متألمة من داخلي من هذا لأني أعرف أنه لا يمكن أن يصدر هذا مما يجعلني أقطع صلاتي خوفاً من الله فهل أكمل أم أقطع؟ وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان كل ما يحصل لك من الفكر أو النطق بما لا يليق بجلال الله تعالى خارجاً عن إرادتك وأنت كارهة له مغلوبة عليه، فإنه مجرد وساوس من الشيطان، يجب دفعها وعدم الاسترسال معها أو التمادي فيها، فإن دفع ذلك وكراهيته من علامات الإيمان، فقد ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.
فادفعي هذه الوساوس، وكوني لها كارهة، واستعيذي بربك من الشيطان الرجيم، تسلمي من مكائده، وللمزيد من الفائدة والإيضاح في هذا المعنى يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 53241، 79113، 70476، 52270.
أما إذا كان ذلك غير خارج عن الإرادة وحصل النطق بما يعتبر كفراً، فيجب على من حصل له ذلك أن يجدد إسلامه وتوبته إلى الله تعالى، لأنه قد خرج عن ملة الإسلام والعياذ بالله تعالى.
أما الصلاة فلا يجوز تأخيرها عن وقتها، ويجب عليك أداؤها في المكان الذي تكونين فيه وقت الصلاة، سواء كان محل العمل أو البيت، كما لا يجوز قطعها لأجل هذه الوساوس بل يجب التمادي فيها وإكمالها مع الإعراض عن الوسوسة، والاشتغال عنها باستحضار عظمة الله تعالى وجلاله، وتفهم قراءة القرآن، والخشوع فيها. وللفائدة انظري الفتوى رقم: 38269.
والله أعلم.