السؤال
فهل ما أمر به ابتلاء أو لا، إني أعاني هذا العام من عدم التحصيل الجيد في الدراسة فقد كنت في العام السابق أحصل على الدرجة °1 في قسمي، ولكن كنت لا أصلي وأفعل بعض السيئات أما في هذا العام فإني تبت إلى الله عز وجل وأقوم لصلاة الفجر وقد ختمت القرآن، ولكني أعاني من عدم التحصيل الجيد، وإني أحاول جاهدا للرجوع ولو قليلا كما كنت سابقا، وإني أخشى أن أخيب ظن والدي، فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا نستبعد فيما ذكرته من أنك كنت تحصل على الدرجة °1 في قسمك في الوقت الذي كنت فيه لا تصلي وتفعل بعض السيئات، ثم في هذا العام الذي تبت فيه إلى الله عز وجل وصرت تقوم لصلاة الفجر، وختمت القرآن... ومع هذا صرت تعاني من عدم التحصيل الجيد.. إلى آخر ما ذكرته..
أقول: إننا لا نستبعد أن يكون هذا وسواس من الشيطان يريد به أن يبين لك أن الحالة التي كنت عليها خير لك مما صرت إليه، والشيطان قد علمت عداوته لابن آدم من قبل، فقد قال الله تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}، وقال تعالى مخبراً عما قطعه الشيطان على نفسه: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {ص:82-83}.
وعلى أية حال فإننا نريد أن ننبهك إلى أن ما يصيب المؤمن من السراء والضراء ليس هو المعيار الذي يحكم به على ما إذا كان آخذاً الطريق الصحيح أم لا، وإنما يكون كل ذلك لحكم كثيرة لا يعلمها إلا الله، يقول ابن القيم في إغاثة اللهفان: .... ومنها: أنه سبحانه يحب من عباده تكميل عبوديتهم على السراء والضراء وفي حال العافية والبلاء وفي حال إدالتهم والإدالة عليهم فلله سبحانه على العباد في كلتا الحالين عبودية بمقتضى تلك الحال لا تحصل إلا بها ولا يستقيم القلب بدونها كما لا تستقيم الأبدان إلا بالحر والبرد والجوع والعطش والتعب والنصب وأضدادها فتلك المحن والبلايا شرط في حصول الكمال الإنساني والاستقامة المطلوبة منه ووجود الملزوم بدون لازمه ممتنع... فاثبت -أيها الأخ الكريم- على ما ذكرته من التوبة، ولا تلتفت إلى وساوس الشيطان، وابذل ما استطعت من جهد في سبيل التحصيل الدراسي.
والله أعلم.