السؤال
كنت في نقاش وكان محور النقاش مع أحد أصدقائي يتضمن "انحراف الأولاد ومسئوولية الأبوين" كما في موقعكم ولكن تجادلنا بالحسني في سؤال وهو: هل يتحمل الوالدان ذنوب أبنائهما وهم دون البلوغ كارتكابهم للكذب أحيانا أو لأبشع صور الرذيلة من الفواحش وخلافه، فما هو ردكم على هذا السؤال أم أن الذنب على التقصير فقط تأسيسا بقول المصطفي: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا إثم على الوالدين في أخطاء الابن بمجرد حصول الخطأ منه، لأن الصبي مرفوع عنه القلم فيما يتعلق بحق الله، لما في الحديث: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم.. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.
ولكنه يقع الإثم على الوالد أن كان قصر في مسؤولية الله عليه تجاه ولده والقيام بتربيته على الشرع والأخلاق الفاضلة، فقد كلف الله العباد برعاية ما استرعاهم من الأبناء والسعي في وقايتهم من النار وتعليمهم وتأديبهم، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}، قال علي رضي الله عنه في تفسيرها: علموهم وأدبوهم. وقال مجاهد: علموهم ما ينجون به من النار. وفي حديث الصحيحين: والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته. وفي صحيح مسلم: ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. وراجع للمزيد من الفائدة في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 34846، 57690، 70105، 73465، 71658، 73552، 67114، 58740، 55875، 7525.
والله أعلم.