السؤال
أنا أرسلت استشارة قبل أسبوعين ولم يأتني رد، علما بأني أعاني من الخوف والوساوس وعند الذهاب لأي مكان حتى دراستي لا أستطيع إكمالها، علما بأني حاليا موظف وأني دائما قلق عند الذهاب لأي مكان وأخاف من الجلوس أمام الناس والأكل أمامهم، ولو ذهبت إلى مكان فيه زحمه وإزعاج يصيبني عدم التركيز والذهول والتعب والدوخة وأشعر بالعصبية، علما بأني أخذت السيروكسات وتعبت تعبا شديدا عندما أخذت حبة كاملة، وازداد قلقي واحد من أصحابي أرشدني إلى امرأة، قال لي إذا ذهبت لها بترجع وما فيك أي شيء، وذهبت لها وأعطتني قلائد وبخور لطرد الحالة، ولكن لم أصدقها ورميت كل ما أعطتني في البحر، فأرجوكم ساعدوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرت أنك تعاني منه من الخوف والقلق وعدم التركيز والذهول والأتعاب والدوخة والعصبية، هي أمراض تصيب كثيراً من الناس، وعلاجها هو الاعتماد على الله والثقة به، والتوكل عليه، والجزم الكامل بأن الأمور كلها بيده، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه سبحانه أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأنصر من ابتغي، وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى. وتوجد الأذكار والتعوذات المفيدة في تحصين المرء نفسه من جميع المؤذيات، قال الوليد بن الوليد: يا رسول الله إني أجد وحشة، قال: فإذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنه لا يضرك وبالحري أن لا يقربك. رواه أحمد. ونرشدك إلى قراءة كتاب الأذكار للإمام النووي رحمه الله تعالى، فقد قال العلماء: بع الدار واشتر الأذكار. يقصدون هذا الكتاب العظيم.
واعلم أن الله تعالى قد شرع لعباده طلب الدواء والبحث عنه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو قال: دواء، إلا داء واحداً، قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم. رواه أصحاب السنن، والأدوية إما حسية يعرفها الأطباء بالتجربة والبحث، وإما معنوية وهي الرقية بالقرآن والأدعية النبوية، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 4310.
أما التداوي عن طريق الدجل والكهنة ونحو ذلك، فإنه مما لم يأذن فيه الشرع، ولا نرى ما أرشدك إليه أحد أصحابك إلا أنه من هذا القبيل، فقد أحسنت -إذاً- برمي ما أعطتك تلك المرأة من القلائد والبخور، فتب إلى الله من ذهابك إليها وتوكل عليه واعتمد عليه وادعه، فإنه وحده هو الذي يستطيع شفاءك.
والله أعلم.