السؤال
أنا شاب في الثامنة عشر أحب أن أعمل في تصميم صفحات الإنترنت وعمل مواقع الويب وخاصة مواقع الأطفال لأني أحبها كثيراً وأشعر بأنهم لا يجدون مواقعاً تحويهم على الشبكة وفكرت في عمل أكبر موقع للأطفال ولكن هنالك سؤال لدي الكثير من أغاني الأطفال في جهازي لأني سجلتها من قنوات الأطفال الفضائية والأغاني تتحدث عن الأم وبعض المغامرات والحكايات والنصائح ومن هذه الأنواع، فهل يجوز لي نشرها على الموقع أم لا، وأيضاً لدي الكثير من الألعاب والألعاب أيضاً تحتوي على موسيقى، ولكن هل يجوز فعل ذلك للأطفال؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما قلت إنك فكرت فيه من عمل أكبر موقع للأطفال قد يكون من أعمال الخير التي تكون لك بها أجور كثيرة عند الله إذا أخلصت النية فيه لله، وتقيدت بضوابط الشرع وقيوده، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتدريب الأولاد على الخير، فحث على تعليمهم الصلاة وغيرها من العبادات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أبو داود وغيره. وأجاب صلى الله عليه وسلم المرأة الخثعمية التي سألته عن صبي فقالت: ألهذا حج؟ قال: نعم، ولك أجر. رواه مسلم.
ولهذا كان السلف رضوان الله عليهم من الصحابة والتابعين يأمرون أبناءهم بالصلاة امتثالاً للحديث، ورغبة في الأجر وغرساً للخير في نفوس الأولاد؛ ليتمكن منهم فيشبوا عليه، وكذلك الصيام وغيره من أمور الخير، وكلها نوافل في حقهم، لأنه لا يجب عليهم منها شيء قبل البلوغ، وإذا كان الشرع الحنيف قد أمر بتدريب الأولاد على الطاعات، فمن باب أولى أن يدربوا على اجتناب المنهيات، لأن ترك المحرم آكد من فعل الواجب.
وإذا علمت كل هذا فاعلم أنه قد ثبت تحريم الغناء المصاحب للموسيقى بدلالة الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح من هذه الأمة، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 987.
وعليه؛ فما ذكرت أنه عندك من أغاني الأطفال التي قلت إنها تتحدث عن الأم وبعض المغامرات والحكايات والنصائح، فلا بأس بإدراجها في الموقع إذا كانت خالية من الموسيقى ومن المحرمات الأخرى، وأما الذي قلت إنه عندك من الألعاب التي تحوي موسيقى فإنه من المتعين حذفه وتجنيبه للموقع.
والله أعلم.