الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مداخل الشيطان واستدراجه حتى يوقع المرء في المعصية

السؤال

أنا طالبة في السنة الثانية بإحدى كليات القمة ومتدينة والحمد لله لكني متخبطة ولا أعلم هل أنا صح أم خاطئة فقصتي بدأت عندما جمعني مع زميلي في السنة الأولى عمل خيري واحد في الكلية لقد كونا جمعية خيرية في الكلية لمساعدة المحتاجين فقد كانت العملية بالصدفة البحتة فهو لا يعرفني من قبل ولا أنا حتى كنت أعرفه وكان من الطبيعي أن نأخذ إيميلات بعض وكنا نتحدث في أمور الشغل على النت وفي يوم عرفت منه أنه غير ملتزم بالصلاة فحدثته أن يلتزم بالصلاة ويقترب من الله وبالفعل كان يصلي الصلوات في المسجد وأنا بطبيعة نشاطاتي الاجتماعية كنت قد تعاملت مع العديد من الشباب الملتزمين لكن لم يلفت نظري أنا أو أختي سوى هذا الشاب الذي بالفعل به صفات نادرة الوجود الآن، من رجولة شهامة وأدب وغيرها حتى أنه قد تعامل مع أمي في أكثر من موقف وقد لفت نظرها أيضا أخلاقه وفي نفسي كنت أتمناه زوجا لي وفي يوم فاجأني أنه يريد خطبتي من أبي وقد قال لي إنه بعد التخرج سوف يسافر عاما أو اثنين لتكوين نفسه لأن أقاربه وأخاه يعيشون أيضا بنفس البلد وعندما فاتحت أمي قالت لي إن أبي لن يوافق أن أخطب له إلا بعد التخرج ولأني أنا وهو ملتزمان دينيا كنا نرفض تماما التحدث على انفراد في الكلية أو في أي شىء يخص موضوعنا ولكن كان لا بد أن يستمر الكلام على النت لأن هناك مصالح ناس محتاجين يجب ألا تتاثر وكنا نتناقش بها على النت لأني أعمل هكذا أيضا مع باقي الشبان لأني لا أحب الاختلاط في الجامعة ولكن الشيء الذي يخوفني هو أننا في بعض الوقت يخرج الكلام بيني وبينه عن إطار الشغل ونبدأ نتحدث عن طموح كل واحد منا وأفكاره وما هي تطلعات كل واحد فينا في زوجته أو زوجه وأنا كنت حريصة على هذه النقطة تحديدا لكي يزود من طاعته ولا يكتفي فقط بالصلاة لأني أريد أن أتزوج شخصا يصلي بي قيام الليل ويكون حافظا لكتاب الله وعندما كان يخرج هو عن حدود الكلام مثل إنه يحبني أو مثل هذا من الكلام كنت أصده وأتوقف عن التحدث معه حتى أنه عاهدني أنه لن يفعل هكذا مرة أخرى وقال لي إنه بذلك قد يطمئن أني سوف أحافظ على كرامته كما أحافظ على كرامته أبي ولكنني أخاف أيضا من أننا نتحدث طويلا على النت على الرغم أن كلامنا لا يخرج عن هذه الحدود المشكلة أنني أحبه بالفعل وأرفض كل من يتقدم لخطبتي فهو ليس زميلى فقط في النشاط الخيرى بل أيضا في السيكشن يعني أراه كل يوم أكثر مما أرى أهلي لكننا لا نتحدث أبدا في الكلية ولا أستطيع أن أنساه. لقد وهبني الله قدرة أنا وأختي الحكم على شخصية الناس ونحن نراه أنه بالفعل ممتاز ويحبني بالفعل ويخاف جدا على سمعتى أن أتحدث معه أمام الناس بدون أختي السؤال هنا هل حديثي معه على النت حرام على الرغم أن أمي تعلم بهذا جيدا. أنا وأمي واثقان أن أبي سوف يقبل به إذا تخرجنا لأنه من أسرة ممتازة في كل شيء لكني مستحيل أن أفاتح أبي في هذا الموضوع الآن لأنه قد يجبرني أن أخطب غصبا عني لشخص آخر. ملحوظة يبقى لنا على التخرج حوالي 3 سنين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أن الشيطان لا يقود المسلم إلى الوقوع في المعصية لأول وهلة، وإنما يستدرجه إليها حتى يوقعه فيها، ولذا قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور:21}. فقد يكون المدخل مباحا كما هو الحال هنا، فإن محادثة المرأة الرجل جائزة في الجملة إذا دعت إليها حاجة، وروعيت فيها الضوابط الشرعية، ولكن انظري إلى ما حدث بعدها من خروج المحادثة إلى إطار آخر وهو الحديث عن الطموح، ثم عبارات الحب، وربما يحدث فيما بعد ما لا تحمد عقباه ولا يخطر منك على بال. فالواجب عليك قطع هذه العلاقة مع هذا الشاب وترك محادثته، وما ذكرت من أمر العمل الخيري وغيره فيمكنك القيام به بالتعاون مع أخواتك أو غير ذلك من السبل المشروعة. واعلمي أن علم أمك بحدوث تلك المحادثات بينك وبين هذا الشاب لا يسوغ لك القيام بها أو الاستمرار فيها.

ولا ريب أن النكاح هو أنفع شيء للمتحابين، فإن تيسر هذا النكاح عاجلا أم آجلا فذلك خير، وإذا لم يتيسر هذا النكاح في الآجل وتقدم الكفء لخطبتك، فلا ينبغي لك تأخير الزواج لمجرد انتظار هذا الشاب، فإن في المبادرة إلى الزواج خيرا، ثم إن هذا الشاب قد يخذلك ويتزوج من غيرك بعد انتظارك إياه كل تلك المدة، كما قد يحصل أحيانا والواقع خير شاهد، فتكونين بعد ذلك الخاسر الأكبر فتندمين حيث لا ينفع الندم. وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى: 1932، 20296، 37015.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني