السؤال
أنا فتاة عمري 26 سنة وأعمل وأسكن في مدينة غير المدينة التي يوجد فيها أهلي، دائما أرى شبابا من مدينتي في نفس المدينة التي أعمل بها، الحمد لله أنا أصلي وألبس حجابا وملابس فضفاضة، كثير منهم يحاولون لفت نظري وأنا والحمد لله لا أصغي إليهم، ودائما أحاول تجنب النظر إليهم وتجاهلهم، لكن كثير من صديقاتي يقولون لي بأنني غبية لأني لم أجعل أحداً منهم يهتم بي ويطلبني للزواج، وفعلا وصدقا أنا لا أحاول مجرد المحاولة للنظر إليهم لأن النظرة من الشيطان، وأقول لهن إنها ليست هذه الطريقة المناسبة للفت نظر الشباب لي بل الأجدى لهم والأدعى أن يخطبوني لديني والتزامي، عقلي يحدثني مرات عديدة لو أني أنظر نظرة واحدة احتمال يشجع أحدهم على خطبتي، لكني والحمد لله أعرف أن هذا سوف يجرني للحسرة والندامة، فأرجو أن تدلوني على الطريق الصحيح؟ وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يحفظ لك دينك، وأن يوفقك إلى كل خير، وأن يرزقك زوجاً صالحاً، وقد أحسنت في غضك بصرك عن النظر إلى هؤلاء الشباب، وهذا من شأن المؤمنات، قال الله تعالى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ... {النور:31}، وينبغي أن تكوني على حذر مما نصحك به بعض صديقاتك من النظر إلى هؤلاء الشباب، فإن النظر سهم من سهام إبليس، فقد يجرك به إلى عواقب لا تحمد. وراجعي للمزيد في ذلك الفتوى رقم: 15196، والفتوى رقم: 55044.
ولو رغبت في الزواج من أحد هؤلاء الشباب أو غيرهم، وتبين لك باستشارة الثقات أهليته للزواج منك لحسن دينه وخلقه، فلا بأس بأن تعرضي نفسك عليه في حدود الأدب والاحتشام وعلى وجه لا تلحقك منه شبهة. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 68662.
والله أعلم.