السؤال
عندي سؤال: أيهما أولى أن يعيش الرجل وزوجته في أرض الغربة معاً على ما فيه من تكاليف المعيشة وهو قادر عليها والحمد لله، ولكنه لا يتمكن من التوفير وتجميع المال للأيام المقبلة، مثل بناء بيت لهم أو غيره؟
عندي سؤال: أيهما أولى أن يعيش الرجل وزوجته في أرض الغربة معاً على ما فيه من تكاليف المعيشة وهو قادر عليها والحمد لله، ولكنه لا يتمكن من التوفير وتجميع المال للأيام المقبلة، مثل بناء بيت لهم أو غيره؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الأولى للرجل إذا كان مغترباً واستطاع اصطحاب زوجته معه أن يصطحبها لما في ذلك من إعفاف بعضهم لبعض واستقرار نفسي لهما، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يسافر بإحدى زوجاته فيقرع بينهن مع أنه لم يكن ليمكث أو يستقر مدة طويلة في سفره، فما بالك إذاً بمن يجلس سنة أو سنتين أو أكثر عن أهله، ولذا ذكر أهل العلم مدة لا يجوز للرجل تجاوزها دون رضا زوجته وإذنها له بذلك، وقد بيناها في الفتوى رقم: 10254، والفتوى رقم: 22429.
فإن كانت المدة أقل أو رضيت الزوجة بمكث الزوج أكثر، فإذا استطاع جلبها إليه وإقامتها معه فهو خير لهما، وإذا لم يستطع أو كان في ذلك مشقة عليه فليصطلحا على فترة محددة لئلا يعيش طول الزمن مغترباً عنها في جمع المال، وقد يموت قبل جمعه وقد لا يتيسر له، كما أن هذا ليس من الإجمال في الطلب الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن يطلبه أحدكم بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته.
وقال صلى الله عليه وسلم: أجملوا في طلب الدنيا، فإن كلا ميسر لما خلق له. رواهما ابن ماجه وأبو نعيم وسعيد بن منصور عن أبي حميد وأبي أمامة بألفاظ متقاربة. فوجود الزوجة مع زوجها لن ينقص رزقه كما أن بقاءها بعيداً عنه لن يزيد في رزقه، بل ربما يكون وجودها معه أكثر بركة لرزقه، لأنه كلما كان نشيط النفس حاضر الذهن أمكنه مضاعفة عمله فيزيد دخله، لكن إن اتفق رأيهما على أن المصلحة تقتضي أن يعيش منفرداً في الغربة لفترة لكي يبني بيتاً، ولم يكن في ذلك تعريض لأحدهما للوقوع في معصية فهذا حسن.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني