السؤال
ما العمل في ما أمر به من ابتلاء واختبار وامتحانات الله لي، إني صابر، لكن حياتي معطلة تعطيلا فظيعا يكاد يقتل قلبي ويقتلني ولن أكذب أرتكب بعض المعاصي فعلاً وأنسى أني ملتح وأنسى أنه من المفترض أني شاب يراه الناس متدينا وملتزما، أريد أن أفهم هل يأتي فرج الله قريبا وهل أنجو من الحياة الصعبة هذه وكيف أنجو أنا شبه مدمر، فأرجوكم أفيدوني كيف التغيير، مع العلم بأني أثق أن التغيير يأتي من الله قولوا لي كيف أستعطف قلب الله علي، هذا هو سؤالي أرجوكم أجيبوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان واختبار... كما قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}، وقال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {الملك:2}، وعلى العبد أن يرضى بذلك ويشكر في السراء ويصبر في الضراء، ولتعلم -أخي السائل- أن من أسباب البلايا والرزايا والقلق... ارتكاب المعاصي وعدم الرضى بقضاء الله تعالى وقدره، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}.
ولذلك فإن عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى والإخلاص في العمل والتخلص من كل مخالفة شرعية، وأقبل على ربك في الثلث الأخير من الليل، وسله العافية والشفاء والرحمة، وتذكر قوله تعالى: إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا {الشرح:6}، واعلم أن الفرج مع الصبر والالتجاء إلى الله، فبالاستقامة الحقيقية والتوجه إلى الله تعالى يأتي الفرج، ونسأل الله أن يشفيك ويعافيك ويفرج عنك.. وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 27524، 64295، 52539.
هذا ولتعلم أن على العبد أن يختار العبارات الأديبة اللائقة برب العزة جل جلاله، ولا يجوز للمسلم أن يتلفظ بهذه العبارة التي قلت (كيف أستعطف..) فالله سبحانه وتعالى لا يوصف إلا بما وصف به نفسه في محكم كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.