السؤال
لقد أرسلت لكم منذ فترة شهرين تقريبا رسالة أتحدث فيها عن أمي التي تتعامل مع السحرة والمشعوذين وذلك كي تيسر لنا أمورنا والعياذ بالله ولقد كلمناها كثيرا وحاولنا إقناعها ولكنها لم تقتنع وتفاجأت بردكم الذي نصحني فقط بنصحها وذلك كي لا تغضب علينا ولكن الأمور بدأت تسوء حيث ما زالت مقتنعة بما تفعله ولم تغير من الأمر شيئا ونحن خائفون أن ينقلب السحر علينا وأن نتأثر بما تفعله وخاصة أنني اعرف أن الله إذا أراد أن يبتلي عبدا يبتليه بأولاده لأنهم أغلى شيء لديه، فأرجو النصح والمساعدة
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي -أيتها الأخت الكريمة- أن وظيفتنا هي مجرد الفتوى، ولا نستطيع أكثر من أن نبين ما نعتقد أنه هو الحكم الشرعي في الأسئلة التي ترد علينا، مع نصح السائل إذا ورد ما يقتضي النصح في الموضوع الذي سأل عنه.
فنحن لا نملك سلطة على الناس، ولا نستطيع تغيير المنكر بأكثر من هذا، وقد بينا لك ولغيرك ممن طرح مثل ما سألت عنه أن التعامل مع السحرة والمشعوذين يعتبر شططاً وإثماً كبيراً.
وذلك لأن السحر هو إحدى الموبقات السبع، كما روى الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله, وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.... الحديث.
وفي سنن البيهقي ومسند أبي يعلى عن عبد الله بن مسعود قال: من أتى ساحراً أو كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً.
وينبغي أن لا ننسى أيضا أن الله تعالى قد أمر بمصاحبة الوالدين بالمعروف ولو كانا يأمران ولدهما بالشرك، قال الله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.
وإذا تقرر ذلك، فماذا تريدين منا بعد سوى تذكيرك بالواجب لها من البر وإخلاص النصح، وتنبيهها إلى خطورة ما ترتكبه من الإثم الشنيع، والدعاء لها أوقات الإجابة.
ونزيدك هنا بأنه يمكنك وإخوتك أن تحصنوا أنفسكم بقراءة القرآن، وذكر الله في المناسبات كالصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، والدخول والخروج، وأن تجعلوا ألسنتكم رطبة بذكر الله، وتلحوا عليه في الدعاء، فما فتح لعبد باب دعاء إلا فتح له باب إجابة.
والله أعلم.