السؤال
أرجو المساعدة بالرد على سؤالي: أعاني من الوسواس القهري وعندي هلع من أن يكفر أحد من أهلي وتحبط أعمالهم دون أن يشعروا، أهلي من العوام وأحياناً يتفوهون ببعض المناهي اللفظية مما يزيد مخاوفي، كل ما أقدر على فعله أن أقول لهم استغفروا الله، لكن ماذا عما يقولون فى عدم وجودي... أرجو النصيحة وإزالة الشبهة إذا وجدت؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا ندعوك إلى إبعاد الوساوس عن نفسك، وأشغل خواطرك بما يفيدك من علم نافع وعمل صالح وشغل وظيفي تستفيد منه. وأما الخوف على الناس من الوقوع في الشرك وحبوط أعمالهم والسعي في تصفية معتقداتهم وحضهم على التمسك بالتوحيد فلا حرج فيه، بل هو أمر محمود، ولكن ينبغي عدم التسرع في الاتهام بالكفر، وعدم حمل ما يصدر من الناس على الكفر ما لم يتأكد من حصول الكفر به.
ويتعين الجد والاهتمام بتوعية الناس وتبصيرهم بمسائل العقيدة حتى يتبينوا الحق من الباطل، ويعلموا مخاطر الشرك، ويحذروا الأقوال والأفعال المكفرة، كما ينبغي الإكثار من قول لا إله إلا الله كلما وقع الإنسان في لفظ محظور لقوله صلى الله عليه وسلم: من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله... رواه البخاري معلقاً ورواه ابن حبان والبيهقي.
كما ينبغي أيضاً الاستعاذة من الشرك والاستغفار منه دائماً بالدعاء الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه، حيث قال له: والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره، قل: اللهم أني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني. وراجع في علاج الوسواس القهري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60628، 69719، 3086، 33860.
والله أعلم.