السؤال
أنا شاب مسلم وملتزم إن شاء الله وملتزم بالعمل مع جماعة إسلامية تعمل لخدمة دين الله منذ 7 سنوات ووالدي علم بالأمر وأراد أن يمنعني أكثر من مرة بتركهم وأناقشه بالأمر ولكنه لم يقتنع وأصر في نهاية المطاف إما أن أترك الدعوة وإلا سوف يقاطعني ولا يرضى عني وأبي ملتزم وسبب هذا الخلاف خوفه علي أرجو إفادتي. وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العمل لخدمة دين الله تعالى من آكد الواجبات المتحتمة على المسلمين، والتعاون مع القائمين عليه أمر ضروري، لقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى.
كما أن إرضاء الوالدين واجب شرعي به ينال رضى الله تعالى، كما في الحديث: رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين. رواه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وبناء عليه، فننصحك بالحرص على إرضاء والدك، والسعي في إقناعه في موافقتك ومساعدتك على العمل لدين الله تعالى، إذا كنت متأكدا من سلامة عملك ومنهجك، واستعن على إقناعه بطلب بعض من يقتنع بآرائهم من أهل العلم ببلدك أن يكلموه.
وإن كان متأثرا بالحملات الإعلامية التي تخوف من العمل لدين الله تعالى، فأعلمه أن المسلم الذي يتحصن بالأذكار والتعوذات المأثورة ويصلي الفجر في جماعة لا يخشى عليه بإذن الله من تخويف الشيطان من أوليائه، فمن توكل على الله ولم يخف غيره وتحصن بالأذكار والطاعات لا يخاف عليه إن شاء الله، فقد قال الله تعالى: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {آل عمران:175}
وفي الحديث: من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم. رواه مسلم.
وفي رواية في المسند المستخرج على مسلم للاصبهاني والمعجم الكبير للطبراني: من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله..
قال الهيثمي في المجمع: رجاله رجال الصحيح.
وفي الحديث: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
فإن أصر على مقاطعتك فننصحك بالحرص على رضاه، وأن تتفهم أن سبل العمل للإسلام كثيرة، فحاول التفاهم على العمل في بعض الميادين التي ليس عنده تخوف منها، فقد ذكرت أنه ملتزم.
وأكثر سؤال الله تعالى أن يوفقك للجمع بين رضا أبيك والقيام على ثغرة من ثغور الإسلام، تخدم فيها دينك وأمتك، وأن يوفقك للتعاون مع أهل الخير على البر والتقوى، والتواصي معهم بالحق والصبر.
ثم إننا نؤكد علك أنه لا بد من سلامة المنهج ووضوحه.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها ففيها كثير من المزيد والتفصيل حول الموضوع: 69230، 64382، 35951، 65218، 60432، 62938، 73417، 75548، 32655.
والله أعلم.