السؤال
لقد حولت مذهبي من مذهب سني إلى آخر، أردت الالتزام بالمذهب الجديد لأني رأيت أنه الأقرب للنبوة، لم أشك بأركان الإيمان أبداً، لكن لا أذكر إذا (خلال يومين) شككت بمذهبي الأول أم لا، أنا متزوج، وأخاف (ربما وسوسة) أن يكون هذا أثر على عقد زواجي، فما الحل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم المتعلم الذي يستطيع التعرف على أدلة المذاهب ويعرف أقربها إلى السنة يتعين عليه اتباع الدليل ومتابعة الهدي النبوي، ويتعين عليه أن يستعين بكلام أهل العلم في معرفة صحة الدليل ووجه دلالته، ويستفيد من ترجيحات من سبقه من أهل العلم، ولا ينبغي أن يقتصر على فهمه الخاص، ولا على فهم علماء المذهب الذي انتقل إليه، بل يتعين أن يستفيد من علماء أهل السنة جميعاً إن أمكن الاطلاع على مذاهبهم، ويسأل الله الهدى للحق فيما اختلف فيه.
وأما التزام مذهب معين فليس هناك دليل شرعي يفيد وجوبه، بل نقل القرافي الإجماع على جواز التنقل من مذهب إلى مذهب، وبناء عليه فإنه لا تأثير للانتقال من مذهب إلى مذهب على العصمة الزوجية، وأما الشك في المذهب السابق فلم نفهمه فهما كاملاً فإنه لا يعقل أن يرى المسلم أن جميع ما في المذهب السني باطل كله، وإنما قد يرى البعض بطلان قول أهل المذهب في مسألة ما لمعارضة الدليل بها. وراجع في عدم وجوب التزام مذهب معين، وفي أهمية اتباع الدليل الفتاوى ذات الأرقام التالية: 79163، 69343، 56633، 31408، 17519، 64974، 62133، 71362، 56777، 44156، 37186، 32075.
والله أعلم.