السؤال
هل هناك أصل في تحريك الجسم أو أحد أعضائه، وأعني الجذع مع الرأس إلى الأمام والخلف أو إلى الجنبين في دورات تحفيظ القرآن وتلاوته؟ وهل يساعد على الحفظ؟ وهل يجوز أن أجمع في شريط صوتي سورًا أو آيات من القرآن الكريم وأناشيد وقصائد إسلامية؟ أي سورة قرآن، ثم نشيد، ثم دعاء، ثم مجموعة من الآيات وهكذا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اهتزاز الجسم أو بعض الأعضاء عند تلاوة القرآن الكريم لا نعرف له أصلاً، ولا نعلم أنه يساعد على الحفظ، بل قد ذكر الدكتور بكر أبو زيد أنه من بدع القراء وأنه مأخوذ من اليهود، وأنهم كانوا يحركون رؤوسهم عند قراءة التوراة، وراجع لذلك الفتوى: 37860.
وأما جمع مقاطع من الآيات والأدعية والأناشيد في شريط صوتي واحد، فلا نرى حرجاً إذا قصد صاحبه به التعليم أو الوعظ والدعوة، ويدل عليه أن أهل العلم من قديم الزمان أيام كانت وسيلة العلم وتدوينه الكتابة كانوا يخلطون بين القرآن والحديث وكلام السلف والشعر في باب واحد من أبواب كتبهم، ولا نعلم أحداً أنكر عليهم هذا الأمر، فهذا الإمام مالك وعبد الرزاق وابن أبي شيبة خلطوا في مؤلفاتهم بين كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة والتابعين.
وقد كان الإمام البخاري يذكر في بعض الأبواب آيات من القرآن وأحاديث نبوية ويذكر بعض كلام السلف من الصحابة والتابعين، وقد جمع ابن حبان في روضة العقلاء ونزهة الفضلاء كثيراً من الأحاديث النبوية وآثار السلف مع أشعار الحكماء، وجمع النووي في رياض الصالحين الآيات مع الأحاديث كثيراً وأحياناً يذكر بعض كلام السلف، وكان الدمياطي في المتجر الرابح يذكر الآيات والأحاديث وبعض كلام السلف أحياناً، ويذكر أحياناً بعض الأشعار.
فالأصل: أنه لا حرج في هذا الأمر إذا كانت فيه فائدة، وغاية الأمر أنه طرأت وسائل فاستخدمت كما استخدمت وسيلة الكتابة قديماً.
والله أعلم.