السؤال
أستنجدكم بالله أن تنقذوني مند فترة لم أنجح في الامتحان وبقي لي فرصة في الامتحان الاستدراكي ولكني يئست، هذا بعد جهد في العام وقد بدأت أعصي الله عز وجل وأنا كاره لنفسي.
أرجوكم ساعدوني قبل أن أموت وأقابل الله عز وجل على معصيتي، إني كرهت نفسي من المعاصي ثم التوبة ثم الرجوع.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي السائل أن الذنوب والمعاصي عاقبتها وخيمة في الدنيا والآخرة، فهي سبب لقلة البركة والبعد عن الله تعالى، والسبب في دخول جهنم والعياذ بالله، فيجب على العبد التوبة فورا إلى الله تعالى من كل ذنب ومعصية، وليستشعر عظمة الله تعالى الذي يعصيه فإن تاب تاب الله عليه، ثم إن عاد للذنب فيجب عليه التوبة ثانية، وهكذا كلما عاد يجب عليه التوبة، وليحذر من اليأس من التوبة بعد معاودة الذنب، قال علي رضي الله عنه: خياركم كل مفتن تواب قيل فإن عاد قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب. قيل: فإن عاد؟ قال يستغفر الله ويتوب. قيل حتى متى؟ قال علي: حتى يكون الشيطان هو المحسور. رواه ابن أبي الدنيا، وقيل للحسن البصري: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود؟ فقال: ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا أي باليأس من التوبة والكف عنها، فلا تملوا من الاستغفار. وروي عنه أنه قال: ما أرى هذا إلا من أخلاق المؤمنين، يعني أن المؤمن كلما أذنب تاب، فاحرص أخي السائل على التوبة إلى الله تعالى وعدم العودة للذنوب، فإن عدت إليها فتب ثانية، وهكذا لا تمل، واعلم أن التوبة مقبولة وإن تكرر الذنب وانظر الفتوى رقم: 1909.
وأما عدم نجاحك في الامتحان فإننا نوصيك ببذل الجهد في المذاكرة والدراسة، فهذا سبب رئيسي للنجاح، واستعن بالله تعالى وتوكل عليه، ثم إن قدر الله تعالى شيئا آخر فلا تعط الأمر أكبر من حجمه فعدم النجاح لا يعني خسارة الدنيا أو الآخرة، ولا يعني ضياع الرزق، فالرزق مكتوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها. راه ابن ماجه.
فلا ينبغي أخي السائل أن يحملك عدم نجاحك على معصية الله تعالى، ونسيان فضله عليك بنعمه التي أنعم بها عليك، والتي لا تستطيع إحصاءها، وانظر للفائدة الفتوى رقم:27524، والفتوى رقم: 27048.
والله أعلم.