السؤال
هناك من يسأل هل فى الوساطة الجمركية أو الوصاية مع رجال الشرطة سواء في المبلغ المطلوب من المسافر على ما يحمله من سلع أنها ليست للاتجار بها ولكن لاستهلاكه الشخصي أو وساطه في منعه من الحبس فى أمن الدولة بسبب أن جوازه منتهي الصلاحية وإعفاءه من أن يدفع مبالغ معينة كغرامة، مع علم الوسيط أن هذا الرجل (المسافر) ليس مجرما ولا يحمل بضائع للتجارة، ولكنه إنسان فقير ووقع فى مأزق أمن الدولة أو في المبالغ الهائلة على البضائع وهذا الوسيط بفضل الله يخلصه من كل ذلك عن طريق صداقته لرجل الجمارك ورجل الشرطة (المباحث وأمن الدولة)، ولكن لا يقدم هذا الوسيط هذه الخدمة إلا لمن كان من أهل بلده أو من أناس يعرفهم، وفي بعض الأحيان أحد الناس الذين يقعون في مأزق لا يطيقونه من باب الرحمة يقوم الوسيط بفضل الله بتخليصه من هذه المأزق دون أن ينتظر مقابلا، ولكن نظراً لأن هذه الخدمة تخلص المسافر من ورطة كبيرة جداً تكلفه الكثير والكثير فإنه لا يتردد هذا المسافر في أن يدفع شيئا (أموالا أو هدايا) لهذا الوسيط لأنها لا تقابل شيئا من الورطة التي وقع فيها فيحلف بالله ويكررها أن تأخذ يا رجل هذه الأشياء لأنك خلصتني من مصيبة كبرى وكذلك لك جزيل الشكر ويشكرونه لأن هذا الرجل ربما يسجن بسبب أن جوازه منتهي الصلاحية وهو فقير لا يملك حتى ربما قوت أولاده الذين ينتظرونه وهم في أمس الحاجة له وللأموال.... السؤال هل هذه الأموال التي يأخذها هذا الرجل حرام أم حلال، مع العلم بأن هناك فى وظيفته فساد رهيب وسرقه علنية وبأمر المدير وهو لا يأخذ أبداً شيئا من هذه الأموال لأنها عبارة عن (كارته) تأخذها الحكومة من المسافر والموظف بكل بجاحة يشارك الحكومة فى هذه الأموال بل ربما يأخذ أكثر مما تأخذه الحكومة وذلك عن طريق أخذ سعر التذكرة من المسافر دون إعطائه أية تذاكر ويقولون له لو أحد سألك قل إن التذكرة ضاعت مني ولا تتعجب لأن المسافر ربما يدفع أقل لأنه لم يأخذ التذكرة.
وهذا الرجل صاحب هذا السؤال من هؤلاء الموظفين ويقول والله لا أشرب الماء عند زملائي لأني أعرف أنه من حرام ويقولون له تعالى اقتسم معنا وهو يرفض ولا يتردد في ذلك، فأفيدونا بارك الله فيكم؟