السؤال
ما الفرق بين الحسنة والدرجة؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحسنة هي ثواب العمل الصالح وجزاؤه وهي من الحسن والجمال. ويعبر بها عن العمل الصالح نفسه، قال الله تعالى: مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا {الأنعام:160}، وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنه كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة.
وأما الدرجة فهي المنزلة والمرتبة، والدرجات متفاوتة، ويوضح ذلك ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسة وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة.
وقد تأتي الدرجة بمعنى الصلاة. ففي رواية أخرى للحديث السابق عند البخاري: صلاة الجماعة تزيد على صلاته في البيت وصلاته في سوقه خمساً وعشرين درجة.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: المراد بالدرجة الصلاة فتكون صلاة الجماعة بمثابة سبع وعشرين صلاة. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني