السؤال
أنا متزوجة منذ خمس سنوات ولم يحدث حمل أود أن أعمل أطفال أنابيب، لكن قبل 6 أشهر حدثت مشاكل مع أهل زوجي وقلت من غير قصد ثلاث مرات (إن شاء الله لا أرى الأولاد لو كان قصدي كذا) فأخاف الآن أن يؤاخذني الله بهذا اليمين ولا أنجب، ما رأيكم، وما العمل ليسامحني الله ولا يؤاخذني، علما أني من الخوف لا أستطيع النوم.....
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
طفل الأنابيب لا يجوز إلا في حالتين مع الالتزام بالضوابط والشروط. ولا يجوز للمرء أن يدعو على نفسه بالشر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن طفل الأنابيب لا يجوز إلا في حالتين:
الأولى: أن تؤخذ نطفة من زوج وبيضة من زوجته ويتم التلقيح خارجيا ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة.
والثانية: أن تؤخذ نطفة الزوج وتحقن في الموضع المناسب من مهبل زوجته أو رحمها تلقيحا داخليا بضوابط شرعية سبق بيانها في الفتوى رقم: 5995، وراجعي كذلك الفتوى رقم: 36557 .
وأما دعاؤك على نفسك بألا تري الأولاد فلا يجوز، وقد ذم الله تعالى في كتابه الكريم الذي يدعو على نفسه بالشر، فقال عز من قائل: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ {يونس: من الآية11}، قال الإمام القرطبي: فالآية نزلت ذامة لخلق ذميم هو في بعض الناس يدعو في الخير فيرون تعجيل الإجابة، ثم يحملهم أحيانا سوء الخلق على الدعاء في الشر، فلو عجل لهم لهلكوا.
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على النفس فقال: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم. رواه مسلم وأبو داود.
فعليك أيتها الأخت ألا تعودي لمثل هذا الدعاء واستغفري الله وتوبي إليه، وليكن خوفك في الله قصدا، فلا تفرطي في الخوف منه سبحانه إفراطا يحملك على القنوط من رحمة الله، أو مجافاة النوم كما ذكرت، بل يكفي كما ذكرنا أن تستغفري الله تعالى وتتوبي إليه، وهو القائل سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}
وفقك الله ورزقك الذرية الصالحة.
والله أعلم.