السؤال
يفترض أن أكون خجلة من هذا السؤال ولكني لا أستطيع مصارحة طرف آخر سواكم، أنا فتاة اقترفت ذنب السرقة منذ صغري وعلى مستويات مختلفة من سرقة والدي التي كشفت وكنت بعمر 10 سنوات ثم التحقت بالجامعة في دولة أخرى وقمت أيضا بالسرقة من بيت عمي وخالتي وصديقاتي في السكن والجامعة دونما أي ندم وقتها، وأنا تخرجت منذ 10 سنوات وتبت إلى الله توبة نصوحا من هذا الذنب ونادمة أشد الندم، أهلي لا يعلمون بالموضوع وصدقوني لقد تبت تماما وأديت فريضة الحج في العام الماضي مع أهلي وأصلي وأصوم النوافل وألتزم بها وأحاول جاهدة التقرب إلى الله بشتى الطرق، المهم عرفت منذ فترة أن ذنب السرقة لا يغفر إلا إذا ردت المسروقات إلى أصحابها والمشكلة أنني لا أستطيع أن أفضح نفسي الآن وأكشف المستور عني برد المسروقات إلى أقاربي مثلاً، علما بأنني والله لا أعلم بعناوين سكن معظم من سرقت منهم أو كيفية الوصول إليهم خاصة وأنهم في دولة أخرى لا أستطيع السفر إليها للبحث عنهم حاليا بدون محرم بعد التزامي وأفكر برد قيمة المبالغ المسروقة إلى أقاربي على شكل هدايا مثلا خاصة وأنني حاليا موظفة وأستطيع تحمل عبء هذه النفقات وحدي، المشكلة أنني سرقت أشياء عينية لا نقودا من المعظم فكيف أقدر ثمنها وكذلك للأسف لا زلت أحتفظ ببعض المسروقات والتي أحاول التخلص منها بتوزيعها على أي أحد دون أن ألفت نظر أهلي للموضوع حيث إنهم يستغربون لماذا أقوم بتوزيعها وهي مستعملة في البيت حيث إنهم يعتقدون أنها ملكاً لي ولهم بالحلال، فهل الصدقة كفيلة بأن تكفر عن ثمن السرقات التي لا أستطيع ردها إلى أصحابها والله معظمهم لا أعرفهم أصلا، فماذا أفعل أرجوكم أفيدوني أنا أشعر بقهر شديد من هذا الموضوع ولا أريد أن أفضح نفسي، والله لقد تبت ولا أعرف كيف كنت أقوم بهذا العمل المشين، ولكن هذا ما حدث وأريد أن يمحى هذا الذنب عني وأتخلص من توابعه للأبد، دائما أدعو الله أن يقبل توبتي ويعينني على التخلص من توابع ذنب السرقة فوالله أنا قد تغيرت وأسعى دائما للتقرب إلى الله وطلب المغفرة منه، فأرجوكم أرشدوني لا أعرف كيف أتصرف؟ وجزاكم الله خيراً.