السؤال
هل رمضان شهر صيام وقيام ولإفطار الصائم فيه أجر عظيم، مشكلتي تتمثل في كوني لي صديق (صديق العائلة) ليس من المنطقة التي أسكنها وهو يحب أن يمضي شهر رمضان معنا على عكس إرادتي فأنا لا أحب من يعكر صفو سيرورة الأمور، نعم فإني أرى أمي تبالغ في إكرامه مما لا طاقة لنا به إضافة إلى كونه (الصديق) لا يفوت فرصة إلا مدح نفسه، ويقوم بالمقارنة بيني وبينه، مع العلم بأنه لا وجه للمقارنة فنحن لا ننتمي إلى نفس الطبقة الاجتماعية، مما يثير أعصابي ويؤجج نار الكره في صدري، لقد قضى هذا الأخير العامين الماضيين (رمضان) معنا الشيء الذي جعلني لا أجني من صيامي سوى الجوع والعطش، وأنا عازم هذا العام أن أحصل على شيء من الأجر إن شاء الله، فهل لي أن أرفض قدومه، مع العلم بأن له ملجئا غير بيتنا يأوي إليه، وهل أنا مذنب إذ كانت طباعي وطباعه لا تتفق، وإن كنت مذنبا ما هي كفارة عدم ارتياحي لوجوده في انتظار ردكم؟ لكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
ليس لك أن ترفض قدوم صديق العائلة إلى البيت ما دام أبواك يرغبان في قدومه، ولا يترتب على حضوره في البيت محذور شرعي، ولا تأثم لاختلاف طباعك معه ولا لكونك لا ترتاح إليه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشهر رمضان شهر صيام وقيام كما لا يخفى، ولإفطار الصائم فيه أجر عظيم فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن زيد بن خالد الجهني وصححه الألباني.
وإذا كان أبواك أو أحدهما يرغب في زيارة هذا الرجل للبيت فليس لك أن ترفض قدومه، لكن إذا كان قدومه إلى البيت ينطوي على مخالفة شرعية كأن تحدث خلوة أحياناً أو لا تحتجب أمك منه أو يحدث خضوع بالقول فيمكنك في هذه الحالة أن توضح الحق لوالديك بأسلوب رقيق لا ينافي الأدب الواجب من الابن تجاه والديه.
واختلاف الطباع من سنة الله الكونية في عباده فليس في كسبك ولا تؤاخذ به، ولا تؤاخذ كذلك إذا لم تكن مرتاحاً إليه، وعلى أي حال فالذي ننصحك به هو أن تغض الطرف عما لا ترضاه من طباعه وتحاول أن تتودد إليه، وألا تجعل وجوده في البيت مانعاً لك في الاجتهاد في العبادة في رمضان، والسعي في فكاك رقبتك من النيران، والفوز بالجنان.
والله أعلم.