الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحياة الزوجية مبناها على الألفة والمودة والتفاهم، لكن قد يقطع ذلك أمور عارضة للطبيعة البشرية وسرعان ما تزول وتتلاشى إذا عولجت بحكمة ورزانة، وما من زوجين إلا ويحدث بينهما ذلك.
ويناء عليه فإننا ننصحك بالصبر على زوجك والتغاضي عما يمكن التغاضي عنه من هفواته وزلاته وإسداء النصيحة والتذكير فيما لا يمكن فيه ذلك، والنظر في الجوانب المشرقة والمضيئة في حياتكما وعدم التركيز على الأخطاء فذلك مما يعين على الألفة والتفاهم على حد قول القائل:
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد * جاءت محاسنه بألف شفيع.
وما دام أساس المشكلة هو تدخله في بعض أمورك الخاصة ونحو ذلك فهذا إنما يحل بالتفاهم لا التشاجر، والمناصحة لا المفاضحة، وننصح الزوج بترك هذا الخلق الفضولي، ومنح زوجته فرصة في بيتها وشؤونها الخاصة بها لإبراز شخصيتها وإبداء ذاتها وليشتغل هو بما يخصه من تدبير أمر المعاش والقوامة التي آتاه الله إياها فكل له مجاله في بيت الزوجية، فالزوج يسعى ويكدح والزوجة تحفظ ذلك وتصلحه وتعده وبذلك يحصل التوازن والتكامل المطلوب، وليس من حسن العشرة تدخل أحدهما فيما يخص الآخر إن كان لا يحب ذلك منه ولا يرضاه. وللمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 93919، 2589، 3698، 5381.
والله أعلم.