الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المستبعد جدا أن يكون مجرد تقليد الشيخ المذكور في صوته يؤدي إلى الكفر والرياء والضلال المبين، ويكون ترك تقليده يعيد للمرء إسلامه ودينه.
ولعل السائل الكريم إذا فتش الأمر بدقة وجد أن تقليد الشيخ ليس هو السبب الحقيقي لما ذكره، وأن ثمت سببا آخر تجب إزالته دون الاحتياج إلى ترك ما تعلمه من فن القراءة.
وإذا تحقق أن السبب الوحيد لما ذكره هو تقليد ذلك الشيخ، وأنه متى رجع إلى ما كان عليه عاد إليه دينه واستقامته، فمن واجبه الرجوع، ولا مقارنة بين هذا وذاك.
فمن المعلوم أن الرياء محبط للأعمال، وسبب للمقت عند الله تعالى، وأنه من كبائر الذنوب.
كما أن الكفر ذنب لا يغفره الله عز وجل دون توبة، وصاحبه محكوم عليه بالعذاب الأبدي، والخلود السرمدي في جهنم وبئس المصير، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ {النساء: 48}.
وإذا كان هذا هو حال هذين الذنبين فواجب على المرء أن يتخلص منهما بأية وسيلة تتاح له؛ لأن دين المرء هو رأس ماله، والسلامة لا يعدلها شيء.
والله أعلم.