الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الزنا من المنكرات العظيمة وصاحبه ظالم لنفسه ولا بد، وأما كون الزنا محبطا لثواب عمل صاحبه فلا نعلم لذلك دليلا، ولا نعلم دليلا أيضا على أنه مانع من قبول أعماله الصالحة وإثابته عليها إذا توفرت فيها شروط صحتها، وانظر الفتويين: 93467، 25172، ولمعرفة المعنى المراد من حديث ثوبان راجع الفتوى رقم: 9268، وأما الحديث القدسي الذي أشرت إليه فقد رواه أبو نعيم في الحلية وابن عدي في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال وقال عقبه: وهذا الحديث متنه غير محفوظ ولم يؤت من قبل حنظلة وإنما أتي من قبل الراوي عنه أبو قتادة، هذا واسمه عبد الله بن واقد الحراني وقد تلكم فيه. اهـ.
ولمعرفة المراد بقول الله تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ {المائدة: من الآية27}. راجع الفتوى رقم: 70683.
واعلم أن المعصية عموما قد تكون سببا في عدم استجابة الدعاء وليس ذلك بلازم، فقد يستجاب للمرء وهو مقيم على المعصية ولله في ذلك حكم بالغة، وأما الحديث الذي أشرت إليه -وهو حديث صحيح رواه الطبراني- فقد لا يكون في حق كل زان فإنه قد ذكر التي تسعى بفرجها أي تكتسب به، وهذه أعظم جرما وأخص من عموم الزناة.
وأما اللعن فلا نعلم دليلا يدل بخصوصه على لعن الزاني كما هو الحال في المرابي والمرتشي ونحوهما، ولكن ارتكاب الكبائر والإصرار على الصغائر على وجه العموم قد يكن سببا لحرمان صاحبه ومنعه من التوفيق لأعمال البر.
والله أعلم.