الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السؤال المنهي عنه هو سؤال الناس أموالهم كما يفيده كلام شراح الحديث، وقد نصوا على جواز سؤال الإنسان حقا هو له ذكره الصنعاني في السبل وغيره.
وبناء عليه، فطلب الزوج من امرأته أو ولده حقا له، أو طلبها منه حقا لها لا حرج فيه. وكذا المسؤول من عماله وذلك لما لهم من الحق، وأما طلب الشخص من زميله حاجة فالأفضل تركه كما يفيده حديث النفر الذين بايعهم الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم السؤال فكان أحدهم يسقط سوطه فما يسأل أحدا يناوله، وأما من كان تام التوكل على الله وليس في قلبه استشراف لأي مخلوق فلا شك أن استغناءه بالله وعدم شكوى بثه وحزنه لغيره أفضل كما عمل يعقوب عليه السلام.
وأما مقولة من شكاهمه لله زال.. الخ فلا نعلم لها أصلا في كلام السلف إلا أنه ثبت في الحديث: من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل. رواه الترمذي وصححه الألباني. وراجع للبسط في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها:39228، 57511، 68867، 1519، 58226، 20195، 58722.
والله أعلم.