الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر أهل العلم في تفسير صلاح الرؤيا أن صلاحها باعتبار صورتها وقيل باعتبار ما تعبر به وقيل باعتبار صحتها، كذا قال العتبيي في شرح البخاري.
ولا يعتبر ما يحب الإنسان صالحا إلا إذا كان محبوبا في الشرع، وأما من كان فاسد المزاج نظرا لفسقه أو قلة عقله فأحب ما هو ممنوع شرعا فرآه في النوم فلا يعتبر ذلك رؤيا صالحة لأن تحقق ما هو ممنوع شرعا ليس من صالح المسلم لأن المعاصي تزيل النعم وتسبب النقم.
وأما من رأى في النوم ما لم يفهم هل هو خير له أم لا فالأولى كتمه وعدم التحدث به لأن الصمت في الأصل أفضل من الكلام الذي لا يتحقق من وجود الخير فيه لما في الحديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. متفق عليه. ولأن الأصل عدم الإخبار بالرؤيا الشريرة لئلا يتأولها السامع بما يكره فكذلك ما جهل محتواها الأولى الصمت وعدم الإخبار لئلا يتأولها السامع بما يكره، ويجوز الحديث بين الرجال والنساء والصغار والكبار بما ذكر مع الالتزام بالضوابط الشرعية، وأما الكفار فأولى ما يهتم لهم به هو توحيدهم وعبادتهم ومع ذلك فإنهم لا يمنعون من شيء يجوز للمسلمين إلا ما خصه الدليل.
والله أعلم.