خلاصة الفتوى: يجب احترام القانون الذي يلزم بالانتهاء من سنة الامتياز لممارسة المهنة وتحرم مخالفته، لما في ذلك من دفع الضر عن الناس، وسد الباب أمام المتلاعبين الذين لا يحسنون هذه المهنة. وعليه، فلا يجوز لك الاستمرار في هذا العمل. وأما بالنسبة للكسب الذي تحصلت عليه منه فمادام في مقابل عمل أتقنته فهو حلال لا حرج فيه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اشتراط القانون أن ينتهي الطالب من سنة الامتياز للحصول على تصريح بالعمل، وكذلك منعه من العمل بدون الحصول على هذا التصريح كل ذلك مما تقتضيه مصلحة الناس ودفع الضرر عنهم وسد باب التلاعب والاحتيال أمام من لا يحسن ويتقن هذه المهنة، ومثل ذلك القانون يجب على المسلم احترامه وتحرم عليه مخالفته لعدم مخالفته للشريعة واتفاقه مع مقاصدها.
وقد نص أهل العلم على أن الطبيب المتعاطي علما أو عملا لا يعرفه متعد، فإذا تولد من فعله ضرر ضمن لتعديه، والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "من تطبب ولا يعلم منه طب فهو ضامن" رواه النسائي وأبو داود.
قال ابن القيم في زاد المعاد عن الطبيب الجاهل: ( فإذا تعاطى الطب وعمله ولم يتقدم له به معرفة فقد هجم بجهله على إتلاف الأنفس، وأقدم بالتهور على ما لم يعلمه فيكون قد غرر بالعليل فيلزمه الضمان لذلك، وهذا إجماع من أهل العلم).
وبناء على ما تقدم فلا يجوز لك الاستمرار في هذا العمل، وأما بالنسبة للكسب الذي تحصلت عليه منه فمادام في مقابل عمل أتقنته فهو حلال لا حرج فيه.
والله أعلم.