الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب مراعاته في الحبر الذي يكتب به القرآن أمران هما طهارته وعدم استقذاره، وقد ذهب الشافعي رحمه الله إلى نجاسة فضلات الحيوانات مباحة الأكل، لكن الراجح من أقوال أهل العلم أن فضلات تلك الحيوانات طاهرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أناساً من الأعراب قدموا المدينة ومرضوا فيها أن يشربوا من أبوال الإبل وألبانها، والحديث في الصحيحين وغيرهما، ولو كانت هذه الأبوال نجسة لما أمرهم بشربها.
ثم إن مجرد كون الحبر مصنوعاً من مؤخرة الشاة لا يجعله مستقذراً، خصوصاً مع ما ذكرته من غليه في وعاء خاص لمدة طويلة.
وبناء على ذلك فلا نرى بأساً في استخدامكم الحبر المذكور لكتابة القرآن، طالما أنكم لا ترونه مستقذراً، مع أن الأحوط تجنب الكتابة به خروجاً من الخلاف.
والله أعلم.