الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك على هذا الحرص على تجنب ما تشكين في حليته، فإن من الورع تجنب كل ما يشك المرء فيه، وقد روى الترمذي في سننه بسند صحيح عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. وعن عطية السعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً لما به بأس. رواه الترمذي وابن ماجه وهو حديث حسن.
إلا أن ما تجازو الحد من الشك يعتبر وسواساً وهو مذموم، فأنت ذكرت أن الطبيبة قامت بملء الخانة التي تعني أنك لا تستطيعين أن تقومي بالأعمال المنزلية، ومعلوم -عادة- أنها هي المخولة بذلك، ولما اعترضت على ما قامت به قلت إنها قالت لك: إن الأعمال المنزلية بالنسبة إليهم هي القيام بأعمال تتطلب قدرة عالية. وذكرت أنك اتصلت بالمؤسسة التي تعطي الإعانة لتخبريهم أن الطبيبة أخطأت في الخانة، فأخبروك أن الموضوع ليس بمهم ولا يؤثر على استحقاقك للإعانة.. ثم قلت إنك كتبت إلى اللجنة الطبية بذلك.. إلى غير ذلك مما ذكرته وفصلته، مما يفيد أنك قد أخبرت كل الجهات التي لها صلة بالموضوع.
ولا شك في أن هذا القدر من التحري والاحتياط يكفي للاطمئنان على حلية تلك الإعانة لك، فأبعدي عنك والوساوس واستعيني بالله.
والله أعلم.