الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننصحك بأن تتعلم القراءة في جميع المصاحف؛ لأنه لا يليق بمدرس للقرآن أن يعجز عن قراءة القرآن من أي مصحف، خصوصا المصاحف المتداولة في كافة أنحاء الأرض، وفيما يخص موضوع سؤالك، فالغالب على من يضعون المصاحف في المساجد أنهم إنما يوقفونها لتقرأ في المساجد، ولكنهم قد يقصدون بها أحيانا خصوص المصلين في المساجد التي يضعونها فيها.
والواجب في الوقف أن يصرف فيما عينه الواقف بتصريح أو تضمن. وقد نص أهل العلم على أن شرط الواقف كنص الشارع ما لم يخالف الشرع.
وعليه.. فإذا عُلم أن واضع المصاحف في المساجد إنما يريد قراءتها، ولا فرق عنده بين أن تقرأ في هذا المسجد أو ذاك، فلا مانع من أن تفعل بها ما أردت، وإن عُلم أن الواقف يخص بالمصحف جماعة المسجد التي هي فيه أو شُك في ذلك فلا نرى إباحة نقلها عنه، ما دام الانتفاع بها فيه ممكنا.
والله أعلم.