لا شيء يحول بينك وبين التوبة

31-10-2007 | إسلام ويب

السؤال:
يا شيخ أنا أبلغ من العمر أربعا وثلاثين سنة وكل ما يمكن أن يمر في خيالك من المعاصي قد ارتكبته في حياتي .. وللعلم أنا متزوجة وعندي ولدان وحتى وأنا متزوجة كنت اعصي ربي، طبعا زوجي لم يكن يعرف عني شيئا . إلا أني في بعض الأوقات كنت أقف مع نفسي وأحاول أن أتوب عن دربي وفعلا أتوب فترة ولكن أرجع وهكذا كانت حياتي . المهم يا شيخ أني الآن منذ حوالي سنة ونصف تقريبا تركت كل شيء وصرت أختم القرآن كل شهر مرة تقريبا وأصلي ..عندي مشكلة وهي نفسي ليس أني ضعيفة لا أقصد . أنا بداخلي عندي خوف .. خوف من الموت ... خوف من الله .. خوف من القبر ... شاهدت برنامجك في رمضان عن القبر وقمت أرفع صوتي وأنا أتذكر الأشياء التي كنت أعملها .... أنا خايفة على روحي من ربي ... أقصد من ذنوبي ... لا أعرف ماذا .. في بعض الأوقات لا أقدر أن أنام .. خائفة من الفضيحة .. أخاف أن يعرف زوجي أو عيالي عني شيئا ليس جيدا ... وأخسرهم وأخسر سمعتي .. أنت تعتقد -إذا أنا تبت توبة نصوحا وربي يعرف وأنا بعد هذه التوبة لم أعمل شيئا وهذه أطول فترة أواصل فيها توبتي وإن شاء الله لن أرجع لمعاصيي- أنه يمكن ألا أنفضح عقب ما تبت .. فقط هذا هو السؤال الذي يحيرني ... يعني يوم كنت اخرج وأعمل الهوى لم أنفضح يمكن أن أنفضح الآن عقب ما تبت ومسكت كتاب الله وصليت يمكن أنفضح .. أنا أريد أن أنام ...أريد أن أرتاح .... تعتقد أن الله يمكن يسامحني على الذي كنت أعمله، أنا حتى شاركت في قتل نفس بريئة ... يا شيخ أنا إنسانة ظالمة ... لكن والله والله تبت ..أنا خايفة من الموت ... خايفة من القبر خايفة من الأسئلة ... خايفة من كل شي ...تصدق أني قبل كنت اسوي كل شي بدون خوف .. بدون ما افتكر في شي ... الحين صاير فيني وسواس في كل شيء ... أرجوك أرحني فهل يمكن الله يسامحني ولا يفضحني ويستر علي بالرغم من كل الذي عملته ويغفر ذنوبي .

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نهنئك بحرصك على التوبة والاستقامة فإن هذا واجب المسلم وهو الوسيلة الوحيدة للنجاة من العذاب، واعلمي أن العبد يجب عليه ستر ما وقع منه من معاصي في السابق وأن يستر من شاركه في المعاصي، كما يجب عليه بذل أقصى ما يمكنه من الوسائل في الاستقامة والبعد عن العودة للمعاصي، وأن يوقن أن الله غفور رحيم يقبل توبة عباده الصادقين، ولا يحق له أن يستسلم للشيطان إذا فشل وأغواه اللعين فرجع للمعاصي مرة أخرى فإن باب التوبة مفتوح قبل وصول الروح الحلقوم، كما في الحديث: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي وحسنه.

 وأما الخوف من عذاب القبر وعذاب الآخرة فهو من أقوى ما يقمع النفوس عن المعاصي، وعلى العبد أن يكثر كذلك من المطالعة في نصوص الوحي التي تبشر التائبين والطائعين حتى يكون العبد دائما خائفا راجيا فلا يطغى الخوف على الرجاء فييأس من الرحمة، ولا يطغى الرجاء على الخوف فيأمن من عذاب الله، وأما الخوف من الفضيحة واطلاع الزوج والاولاد فعلاجه بالحفاظ على الأذكار المسائية والصباحية، ومنها الدعاء بالستر في قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي. رواه أبو داود وصححه الألباني .

وعلى من خشي من بيئته التي يسكن بها أن تكون سببا في انتكاسه أن يسافر منها إلى مكان آخر ينقطع فيه عن رفاق السوء ويجد فيه رفقة صالحة تساعده على الاستقامة، فيمكن أن تحج المرأة وتجلس فترة في الحرمين تشتغل فيها بالأعمال المكفرة للذنوب وتكثر من شراب زمزم بنية قضاء الحاجات والستر والاستقامة وصلاح أحوال الدنيا والآخرة وتحاول في هذه الفترة أن تقطع جزءا من وقتها تبرمج فيه حفظ القرآن ومطالعة كتب الترغيب والترهيب وقصص التائبين.

ثم إن جميع الذنوب التي تتعلق بحق الله تعالى تكفي فيها التوبة الصادقة والإكثار من الأعمال الصالحة، وأما ما تعلق بحقوق العباد من الأمور المادية فيتعين ردها لهم وتحللهم منها، وأما الأمور المعنوية التي لا يمكن استفياؤها كخيانة الزوج فليستتر صاحبها بستر الله وليتحلل من الزوج تحللا عاما دون أن يذكر له ما حصل، وأما المشاركة في قتل النفس البريئة بعد خروجها من البطن فتجب فيه الكفارة.

ونرجو أن تفيدينا عن نوع القتل هل هو عمد أو خطأ حتى نعطيك التفاصيل حوله، وراجعي للمزيد من التفصيل عما ذكرنا الفتاوى التالية أرقامها: 99215، 76092، 25072، 99605، 96620، 78157، 76210، 41016، 99400، 96816، 73937، 96708، 61553، 74586، 70322، 99937، 36858.

والله أعلم.

www.islamweb.net