الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نهنئك بحرصك على التوبة والاستقامة فإن هذا واجب المسلم وهو الوسيلة الوحيدة للنجاة من العذاب، واعلمي أن العبد يجب عليه ستر ما وقع منه من معاصي في السابق وأن يستر من شاركه في المعاصي، كما يجب عليه بذل أقصى ما يمكنه من الوسائل في الاستقامة والبعد عن العودة للمعاصي، وأن يوقن أن الله غفور رحيم يقبل توبة عباده الصادقين، ولا يحق له أن يستسلم للشيطان إذا فشل وأغواه اللعين فرجع للمعاصي مرة أخرى فإن باب التوبة مفتوح قبل وصول الروح الحلقوم، كما في الحديث: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي وحسنه.
وأما الخوف من عذاب القبر وعذاب الآخرة فهو من أقوى ما يقمع النفوس عن المعاصي، وعلى العبد أن يكثر كذلك من المطالعة في نصوص الوحي التي تبشر التائبين والطائعين حتى يكون العبد دائما خائفا راجيا فلا يطغى الخوف على الرجاء فييأس من الرحمة، ولا يطغى الرجاء على الخوف فيأمن من عذاب الله، وأما الخوف من الفضيحة واطلاع الزوج والاولاد فعلاجه بالحفاظ على الأذكار المسائية والصباحية، ومنها الدعاء بالستر في قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي. رواه أبو داود وصححه الألباني .
وعلى من خشي من بيئته التي يسكن بها أن تكون سببا في انتكاسه أن يسافر منها إلى مكان آخر ينقطع فيه عن رفاق السوء ويجد فيه رفقة صالحة تساعده على الاستقامة، فيمكن أن تحج المرأة وتجلس فترة في الحرمين تشتغل فيها بالأعمال المكفرة للذنوب وتكثر من شراب زمزم بنية قضاء الحاجات والستر والاستقامة وصلاح أحوال الدنيا والآخرة وتحاول في هذه الفترة أن تقطع جزءا من وقتها تبرمج فيه حفظ القرآن ومطالعة كتب الترغيب والترهيب وقصص التائبين.
ثم إن جميع الذنوب التي تتعلق بحق الله تعالى تكفي فيها التوبة الصادقة والإكثار من الأعمال الصالحة، وأما ما تعلق بحقوق العباد من الأمور المادية فيتعين ردها لهم وتحللهم منها، وأما الأمور المعنوية التي لا يمكن استفياؤها كخيانة الزوج فليستتر صاحبها بستر الله وليتحلل من الزوج تحللا عاما دون أن يذكر له ما حصل، وأما المشاركة في قتل النفس البريئة بعد خروجها من البطن فتجب فيه الكفارة.
ونرجو أن تفيدينا عن نوع القتل هل هو عمد أو خطأ حتى نعطيك التفاصيل حوله، وراجعي للمزيد من التفصيل عما ذكرنا الفتاوى التالية أرقامها: 99215، 76092، 25072، 99605، 96620، 78157، 76210، 41016، 99400، 96816، 73937، 96708، 61553، 74586، 70322، 99937، 36858.
والله أعلم.