الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نجد من بين المفسرين من فرق بين نفي الإهلاك في قول الله تعالى: ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ {الأنعام:131}، وبين نفي الإهلاك في قوله تعالى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ {هود:117}، إلا أننا لو تأملنا الآيتين لوجدنا نفي الإهلاك في الآية الأولى لا يكون مع الغفلة بل لا بد أن يسبقه إرسال الرسل.
وأما نفيه في الآية الثانية فإنه مؤبد، فلا يكون الإهلاك أبداً حال كون أهل القرى مصلحين، لذا ناسب مع الآية الثانية مجيء لام الجحود لأنها أبلغ في النفي.
تنبيه: ولام الجحود هي اللام المسبوقة بفعل كون مسبوق بنفي. وإلى هذا إشار من قال:
وكل لام قبله "ما كانا" * أو "لم يكن" فللجحود بانا.
والله أعلم.