الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك، وأن يزيل عنك الكرب، وأن يهدي أباك ويصلحه، وأن يرزقك بره والإحسان إليه.
ولا يخفى عليك ما جعل الإسلام من مكانة للوالد على ولده فقد قرن الله تعالى حقه بحقه وأمر بالإحسان إليه ولو كان كافرا، وقد سبق أن بينا بعض النصوص الدالة على هذه المعاني وراجع في هذا الفتوى رقم:8173 ، وما ذكرت عن أبيك إن ثبت عنه فلا شك أنه من التفريط العظيم، فترك الصلاة من كبائر الذنوب ومن أعظم المنكرات، ومن كان مفرطا في حق الله تعالى لا يستغرب منه أن يفرط في حق خلقه، ومع هذا كله فمن أهم ما نوصيك به أن تقابل هذا الابتلاء بالصبر والإحسان، ومن أعظم سبل الإحسان إلى والدك هذا سعيك في سبيل إصلاحه وهدايته، ومما يعينك في هذا السبيل كثرة الدعاء لوالدك بالهداية والصلاح، وصبرك عليه وبرك به، ويمكنك أيضا الاستعانة ببعض أهل الفضل والعلم ليقوموا بنصحه، وانظر الفتوى رقم: 19409.
وأما منعه إياك من الصلاة في المسجد فلا تجب عليك طاعته في ذلك إن كنت قد بلغت الحلم، لأنك حينئذ تكون مكلفا وصلاة الجماعة واجبة على الراجح من أقوال أهل العلم كما هو مبين بالفتوى رقم:1798، وراجع في علامات البلوغ الفتوى رقم: 10024.
والله أعلم.