خلاصة الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة قصص كثيرة لأفراد وجماعات وأمم وذلك للموعظة والاعتبار بها فقط. فقد أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقص القصص للاعتبار والاستفادة.
قال تعالى: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176} وقال تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {الأعراف: 175}.. الآيات
وقد حدثنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم بكثير من قصص السابقين فمن ذلك حديث الثلاثة (الأبرص والأقرع والأعمى الذين أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا..الحديث رواه البخاري ومسلم..
ولذلك فلا مانع شرعا من ذكر بعض قصص الناس ومواقفهم وأحوالهم..(الإيجابية والسلبية) للاستفادة منها والاعتبار بها دون تعيين لأصحابها أو ذكر لأسمائهم أو صفاتهم التي يعرفون بها، وخاصة إذا كانت مشتملة على أمور غير حميدة يعرفون بها ويكرهون ذكرها.
فلا يجوز التشهير بالناس أو ذكر ما يكرهون من أمورهم الخاصة؛ لأن ذكر الشخص بما يكره يعتبر من الغيبة المحرمة شرعا سواء كان مسلما أو كافرا- غير محارب- قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر "وأما الذمي فكالمسلم فيما يرجع إلى المنع من الإيذاء لأن الشرع عصم عرضه ودمه وماله"
وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم عدم التعيين للأشخاص؛ ولذلك لا ينبغي أن يقال: لاتكن مثل فلان مع تعيين اسمه ، وللمزيد انظر الفتوى:77283، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.