خلاصة الفتوى:
لا يجوز العمل في البنك الربوي إلا لضرورة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته من أن العمل في البنك الربوي حرام أمر صحيح، لأن الربا وكتابته والإعانة عليه مما حرم الله تعالى، وفي الحديث: لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. رواه مسلم.
والواجب على والدك أن يتوب إلى الله عز وجل ويترك العمل في البنك الربوي فوراً ما لم يك مضطراً إلى ذلك، كأن يلزم بالعمل فيه حتى سداد دينه أو يسجن، أو لا يجد عملاً آخر ينفق فيه على نفسه وعلى من يعول فهنا يباح له البقاء في عمله حتى يجد البديل الحلال، لأن الضرورة تقدر بقدرها.
أما عنك أنت فإذا استطعت أن تعملي عملاً مباحاً تستغنين به عن نفقة والدك فهذا هو المتعين عليك، أما إذا لم تجدي عملاً فلا حرج عليك في تناول مال والدك المكتسب من العمل في البنك الربوي بحكم الضرورة والحاجة إلى تناول ذلك، وأما مسألة قبول الصلاة ممن يتعامل بالربا فإن السيئة لا تحبط الحسنة، وإنما يحبطها الشرك، وإذا كان هذا في حق المرابي فأولى من كان يعامله في ماله بلا ضرورة ولا حاجة، وأما من عامله للضرورة والحاجة فليس عليه إثم أصلاً.
والله أعلم.